(هل): حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابي
  بنفس النسبة؛ ونحو: «هَلْ زَيْدٌ قائم أمْ عَمْرُو» إذا أريد بـ «أم» المتصلة، و «هَلْ لَمْ يَقُمْ زيد»؛ ونظيرها في الاختصاص بطلب التصديق «أم» المنقطعة، وعكسهما «أم» المتصلة، وجميع أسماء الاستفهام فإنهنّ لطلب التصور لا غير، وأعم من الجميع وجميع الهمزة فإنها مشتركة بين الطلبين.
  وتفترق هل من الهمزة من عشرة أوجه:
  أحدها: اختصاصها بالتصديق.
  والثاني: أختصاصها بالإيجاب، تقول: «هل زيد قائم» ويمتنع «هل لم يقم»
  بأنه حصل منك ضرب ولكن لم يعلم وقوعه على مَنْ مِنَ الأشخاص، وقوله يشعر بحصول الخ أي وهل لا يطلب بها التخصيص وإنما يطلب بها حصول النسبة فهو من طلب تحصيل الحاصل وهذا ممنوع، والذي قاله في متن التلخيص أن هذا قبيح لا ممنوع قال بعض شراحه ولذا لم يمنع لاحتمال أن زيداً مفعول لمحذوف هو المستفهم عنه تصديقاً، وإن الأصل هل ضربت زيداً ضربت ولكنه لما كان احتمالاً مرجوحاً لما فيه من حذف عامل المعمول الأول وحذف معمول العامل الثاني كان ذلك قبيحاً، وقيل إنما لم يمتنع لإمكان أن التقديم لمجرد الاهتمام ورده السعد بأنه لا وجه للقبح حينئذ والإلزام قبح وجه الحبيب أتمنى على التقديم لمجرد الاهتمام ولا قائل به قوله: (إذا أريد بأم المتصلة) أي: لأنها لطلب تعيين أحد الأمرين وذلك إنما يكون بعد التصديق بالنسبة وحينئذ فلا يصح معادلتها لهل التي يطلب بها التصديق لما بين حصول التصديق وطلبه من المنافاة وإنما تعادل الهمزة التي لطلب التصور.
  قوله: (إذا أريد بأم المتصلة) أي: وذلك لأن أم المتصلة لتعيين أحد الأمرين فهي خاصة بالتصور بمنزلة أي وذلك لا يكون إلا بعد تصديق بأصل الحكم والتردد في تعيين شيء من الأجزاء فيجب أن تكون معادلتها للهمزة الطالبة للتصور دون هل الطالبة للتصديق لما بين حصول التصديق وطلبه مقابلة هل بأم المنقطعة لأنها إضراب المنافاة عن حكم وطلب لحكم آخر فلا تنافيها هل الطالبة للتصديق؛ وعلى هذا إذا أردت المنقطعة في المثال وقدرت ما بعدها جملة جاز وهذا كله مبني على أن هل مقصورة على طلب التصديق وقد أسلفنا في الكلام على الألف المفردة أن ابن مالك قال أن هل تأتي بمعنى الهمزة لطلب التصديق والتصور وحينئذ فعادلتها أم المتصلة كحديث هل تزوجت بكراً أم ثيباً اهـ دماميني قوله: (أم المنقطعة) أي: فهي من أدوات الاستفهام الحق إنها حرف إضراب وأنها إن أفادت استفهاماً حقيقياً فهو إما من الأدوات الموجودة أو المقدرة وليست أداة استفهام أصلاً قوله: (لا غير) قد سبق له أن لا غير لحن ولكن وقع له ذلك كثيراً. قوله: (وأعم من الجميع الهمزة) خرجت الهمزة لأنها حرف وسيأتي أنها مشترك. قوله: (اختصاصها بالإيجاب) أي: بخلاف الهمزة فإنها تدخل على الإيجاب والسلب.