(هل): حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابي
  بخلاف الهمزة، نحو: {أَلَمْ نَشْرَحْ}[الإنشراح: ١] {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ}[آل عمران: ١٢٤]، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}[الزمر: ٣٦]، وقال [من البسيط]:
  ألا طعان ألا فرسان عادية
  والثالث: تخصيصها المضارع بالاستقبال، نحو: «هل تسافر؟» بخلاف الهمزة، نحو: «أتظنُّه قائماً» وأما قول ابن سيده في شرح الجمل: لا يكون الفعل المستفهم عنه إلا مستقبلاً، فسهو، قال الله سبحانه وتعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا}[الأعراف: ٤٤]، وقال زهير [من الطويل]:
  ٥٦٧ - فَمَنْ مُبْلِعُ الأخلافِ عَنِّي رِسَالَةً ... وَذُبْيَانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَم
  والرابع والخامس والسادس: أنها لا تدخل على الشَّرْطِ، ولا على «إنْ»، ولا على اسم بعده فعل في الاختيار، بخلاف الهمزة، بدليل: {أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ
  قوله: (بخلاف الهمزة) أي: فلا يمنع دخولها على المنفي قوله: (ألا طعان ألا فرسان الخ) تمامه:
  ألا تجشؤكم حول التنانير
  قوله: (بخلاف الهمزة) أي: فإنها ليست بلازم أن تخلصه للاستقبال. قوله: (أتظنه قائماً) أي: في الحال لأن الظن حالي ولا يصح أن تقول هل تظنه لأن هل للاستقبالي والظن حالي لا استقبالي قوله: (بالاستقبال) كأنه توهم أن الاستفهام عن جهل والمستقبل مجهول، وأما الماضي والحال فقد وقعا وعلما وفيه إنه لا يلزم أن يعلمها كل أحد. قوله: (فسهو) أي: لأن المستفهم عنه قد يكون ماضياً وقد يكون حالياً نحو أتظن زيد قائماً. قوله: (الأحلاف) جمع حلف وهو المعاهد أي الذي يعاهدك على التعاضد والتناصر وذبيان بذال معجمة مضمومة وقد تكسر أبو قبيلة من قيس ومقسم بضم الميم أي كل إقسام فهو مصدر ميمي من الرباعي وهو أقسم يقول أبلغ قبيلة ذبيان وحلفاءها هل حلفتم على ابن أم حبل الصلح والتناصر كل حلف فتخرجوا من الحنث وبعد هذا البيت:
  فلا تكتمن الله ما في صدوركم ... ليخفي ومهما يكتم الله يعلم
  يريد أن الله عالم بالخفيات والسرائر ولا يخفى عليه شيء من ضمائر العباد فلا تضمروا الغدر ونقض العهد فإنكم إن أضمرتموه علمه الله وفي هذا البيت تعدية كتم للمفعول الثاني بنفسه. قوله: (ولا على اسم الخ) أي: فلا تقول هل زيداً ضربت وإن كان
٥٦٧ - التخريج: (ديوانه ص ١٨؛ وخزانة الأدب ٣/ ٩؛ ولسان العرب ٩/ ٥٤ (حلف).
اللغة: الأحلاف: جمع حليف وهو المؤيد والمساعد. ذبيان: قبيلة عربية.
المعنى: فمن مبلغ قبيلة ذبيان وحلفاءها رسالة تتضمن قولي: هل حلفتم على إبرام الصلح، فلا تضمروا الغدر ونقض العهد.