(هل): حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابي
  الْخَالِدُونَ ٣٤}[الأنبياء: ٣٤]، {أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ١٩}[يس: ١٩]، {أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ}[يوسف: ٩٠]، {أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ}[القمر: ٢٤].
  والسابع والثامن: أنها تقع بعد العاطف، لا قبله وبعد «أم»، نحو: {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ٣٥}[الأحقاف: ٣٥]، وفي الحديث: (وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ رباع)، وقال [من الخفيف]:
  ٥٦٨ - لَيْتَ شِعْرِيَ هَلْ ثُمَّ هَلْ آتِيَنْهُمْ ... أوْ يَحُولَن دُونَ ذَاكَ حِمام؟
  وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ}[الرعد: ١٦].
  التاسع: أنه يراد بالاستفهام بها النَّفي، ولذلك دخلت على الخبر بعدها إلا في نحو: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ٦٠}[الرحمن: ٦٠]، والباء في قوله [من الطويل]:
  على تقدير الفعل لأنها إذا رأت الفعل في حيزها لم ترض إلا بمعانقته في صريح اللفظ عند سيبويه قوله: (أئن ذكرتم) كرر المثال إشارة إلى أنه لا فرق بين عدم فصلها من الشرط وفصلها منه بالفاء مثلاً. قوله: (أثنك لأنت يوسف) دخلت هنا على أن وأما فيما قبلها من المثالين فقد دخلت على الشرط. قوله: (إنها) أي: هل تقع بعد العاطف أي بخلاف الهمزة فليست مثلها بل تقع قبل العاطف نحو أفأصفاكم ربكم وقيل أم. قوله: (وفي الحديث الخ) قاله ﷺ وهو متوجه لمكة عام الحديبية وقيل له أين المنزل. قوله: (وهل ترك لنا عقيل) هو أخو سيدنا علي شقيقه وكذلك طالب وجعفر الطيار وأكبر الأربعة طالب ثم عقيل ثم جعفر ثم علي وكلهم صحابة إلا طالب فقد مات كافراً. قوله: (ليت شعري) أي: ليتني أشعر وأعلم هل آتينهم ثم هل آتينهم وهذا توكيد للأول.
  قوله: (أنها يراد الاستفهام بها) الباء في الاستفهام للبدل أي بأنها تارة للنفي بدل ما وضعت له أعني الاستفهام فاستعمالها في النفي حينئذ مجاز لأنه استعمال في غير ما وضع له وسيأتي ما يخالفه قوله: (ولذلك دخلت على الخبر) أي: خبر المبتدأ أي لأن إلا والباء لا يدخلان على الخبر إلا في حيز النفي قوله: (والباء في قوله) ظاهر هذا أنه لولا أن النفي يراد بهل لم تزد الباء في الخبر وعلى هذا فلا تزاد في نحو قولك هل زيد قائم إذا
٥٦٨ - التخريج: البيت للكميت بن معروف في (الدرر ٦/ ٥٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٧١؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٠٩؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣٣٤، ٤٠٦؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٦٨٤؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤١٠؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٢٥ ويروى «الردى» مكان «الحمام»).
اللغة: حمامي: (بكسر الحاء) موتي وانتهاء أجلي.
المعنى: ليتني أعرف وأعلم هل يقدر لي الوصول إلى أحبتي والاجتماع بهم أو يحول الموت دون ذلك، ويمنع من ملاقاتهم.