(هل): حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابي
  ٥٦٩ - [يَقُولُ إِذَا اقْلَوْلَى عَلَيْهَا وَأَفْرَدَتْ] ... ألا هَلْ أَخُو عَيْشِ لَذِيذ بِدَائِمِ؟
  وصح العطف في قوله [من الطويل]:
  ٥٧٠ - وَإِنَّ شِفَائِي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَةٌ ... وَهَلْ عِنْدَ رَسْمِ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
  إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر.
  أردت الاستفهام الحقيقي وفيه نظر، فقد قال المصنف في حرف الباء إن زيادتها في الخبر الغير الموجب ينقاس والاستفهام عندهم من قبيل غير الموجب اهـ دماميني، قال الشمني ليس الاستفهام عندهم من قبيل غير الموجب في كل موضع وإنما هو من قبيله في مواضع صرحوا فيها بذلك ولم يصرحوا منها هنا بشيء فالأصل أنه ليس منه بدليل. قوله: (ألا هل أخو عيش الخ) هو للفرزدق جريراً وقومه بـ يرمي ومه بإتيان الابن وصدره:
  يقول إذا اقلولي عليها واقردت
  أقلولي ارتفع واقردت سكنت وقبل البيت:
  وليس كليبي إذ جن ليله ... إذا لم يذق طعم الأتان بنائم
  قوله: (إذ لا يعطف الخ) علة للمعلل مع علته أو علة لمحذوف أي وإنما قلنا بصحة العطف حينئذ. قوله: (إذ لا لا يعطف الإنشاء على الخبر) أي: فلما جعلت هل للنفي كان
٥٦٩ - التخريج البيت للفرزدق في (ديوانه ص ٨٦٣ (طبعة الصاوي)؛ والأزهية ص ٢١٠؛ وتخليص الشواهد ص ٢٨٦؛ وجمهرة اللغة ص ٦٣٦؛ وخزانة الأدب ٤/ ١٤٢؛ والدرر ٢/ ١٢٦؛ وشرح التصريح ١/ ٢٠٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٧٢؛ ولسان العرب ١٥/ ٢٠٠ (قلد)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٣٥، ١٤٩؛ وبلا نسبة في أساس البلاغة ص ٣٦١ (قرد)؛ والأشباه والنظائر ٣/ ١٢٦؛ وأوضح المسالك ١/ ٢٩٩؛ والجنى الداني ص ٥٥؛ وجواهر الأدب ص ٥٢؛ وخزانة الأدب ٥/ ١٤؛ والدرر ٥/ ١٣٩؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢٤؛ ولسان العرب ٣/ ٣٥٠ (قرد)، ١١/ ٧٠٧ (هلل)؛ والمنصف ٣/ ٦٧؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٧، ٢/ ٧٧).
شرح المفردات اقلولي امتطى رحل. أقردت: ذلّت وسكنت.
المعنى: يتهم الفرزدق جريراً بخساسة عيش قومه فيقول: لو أن أحدهم امتطى أتاناً، وسكنت له، تمنى لو يدوم له هذا العيش اللذيذ.
٥٧٠ - التخريج: البيت لامراء القيس في (ديوانه ص ٩؛ وخزانة الأدب ٣/ ٤٤٨، ٥/ ٢٧٧، ٣٨٠، ١١/ ٢٩٢؛ والدرر ٥/ ١٣٩؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٢٥٧، ٢٦٠؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٤٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٧٢؛ والكتاب ٢/ ١٤٢؛ ولسان العرب ١١/ ٤٨٥ (عول)، ٧٠٩ (هلل)؛ والمنصف ٣/ ٤٠؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٩/ ٢٧٤، ١١/ ٢٩؛ والدرر ٦/ ١٥٤؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤٣٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٧٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ٧٧، ١٤٠).
اللغة: عبرة: دمعة. مهراقة: مصبوبة مثل مراقة. رسم: آثار الديار أو الأطلال، دارس: اسم فاعل من درس ودرس الرسم إذا عفا وانمحى معول: بكاء أو عويل.
المعنى: إن دمعي هو ملجئي الوحيد عندما أرى آثار الديار وأتذكر الأهل والأحبة، وأتذكر أنه لا فائدة من البكاء لأنه لا يرد حبيباً ولا يشفي قلب المحب.