· (الواو المفردة) انتهى مجموع ما يذكر من أقسامها إلى أحد عشر:
  وَلَا الْأَمْوَاتُ}[فاطر: ١٩ - ٢٢] فـ «لا» الثانية والرابعة والخامسة زوائد لأمن اللبس.
  والرابع: اقترانها بـ «الكن»، نحو: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ}[الأحزاب: ٤٠].
  والخامس: عطف المفرد السببي على الأَجْنَبي. عند الاحتجاج إلى الربط، كـ «مَرَرْتُ برَجُلٍ قائم زيدٌ وَأخوه»، ونحو: «زَيْدٌ قائمٌ عَمْرو وَغُلامه»، وقولك في باب الاشتغال «زَيْداً ضَرَبْتُ عَمْراً وَأَخاه».
  والسادس: عطف العقد على النيف، نحو: «أَحَدٌ وعِشْرُونَ».
  والسابع: عطف الصفات المفرقة مع اجتماع منعوتها، كقوله [من الوافر]:
  ٥٧٤ - بَكَيْتُ، وَمَا بُكَارَجُلٍ حَزِين ... عَلَى رَبْعَيْنِ مَسلُوبٍ وَبَالِي؟
  النفي عنه مع أنه لا يعقل إلا بين شخصين قوله: (زوائد) يؤخذ منه أنه لو قيل ما اختصم زيد ولا عمرو على أن لا زائدة كان جائزاً، وأن محل المنع إذا قصد نفي الفعل عنهما مطلقاً في حال الاجتماع والانفراد لأن نفي الشيء يفيد صحة، ثبوته، والفعل لا يثبت حال الانفراد قوله: (زوائد) أي: لمجرد التوكيد، وأما الأولى والثالثة فهما زائدان لكن لا لمجرد التوكيد بل لإفادة نفي التسوية في كل اثنين اجتماعاً وانفراداً. قوله: (لأمن اللبس) أي: لأن من المعلوم أن الاستواء إنما يكون بين اثنين ولو جعلت لا ليست زائدة لاقتضى أن الاستواء منفي عنهما مجتمعين ومنفردين فيكون الاستواء يصح تعلقه بكل واحد حتى، ينفي مع الاستواء أي المساواة في الأمور لا تعقل إلا بين أمرين.
  قوله: (المفرد) أي: وأما في الجمل فذلك من خصوصيات الفاء نحو الذي قام زيد فيكرمه عمرو أخوك. قوله: (عطف العقد على النيف) أي: عند تركيبهما وجعلهما عدداً واحداً تقول ثلاثة وعشرون أوقية مثلاً، ولا تقول فعشرون أو ثم عشرون، أما عند كونهما عددين مستقلين فيعطفان بكل عاطف تقول ما مضى ثلاثة بل عشرون، أو لكن عشرون وتقول مضت ثلاثة فعشرون أو ثم عشرون بحسب ما تريد من مهلة أو تعقيب. قوله: (النيف) هو واوي العين كسيد من ناف ينوف إذا زاد وهو ما زاد من الآحاد على عقد حتى يبلغ العقد الآخر، والعقد عشرات أو مئات أو ألوف قوله: (المفرقة) أي: التي كل واحدة منها الواحد بانفراده كما لو كان زيد موصوفاً بالشعر وعمرو بالكتابة فتقول رأيت رجلين شاعر وكاتب. قوله: (بكا رجل) بضم الباء وبالقصر وبالإضافة. قوله: (مسلوب
٥٧٤ - التخريج: البيت لابن ميادة في (ديوانه. ص ٢١٤؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٦٠٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٧٤؛ ولرجل من باهلة في الكتاب ١/ ٤٣١؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ٢١١؛ وشرح التصريح ٢/ ١١٤؛ ومغني اللبيب ٢/ ٢٥٦؛ والمقتضب ٢/ ٢٩١؛ والمقرب ١/ ٢٢٥).
شرح المفردات: الربع: المنزل. البالي: الدارس. المسلوب: الذي لم يبق منه شيء.