حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (الواو المفردة) انتهى مجموع ما يذكر من أقسامها إلى أحد عشر:

صفحة 335 - الجزء 2

  والثامن: عطف ما حَقَّه التثنية أو الجمع، نحو قول الفرزدق [من الكامل]:

  ٥٧٥ - إِنَّ الرَّزِيَّةَ لَا زَرِيَّةَ مِثلُها ... فُقْدَانُ مِثْلِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ

  وقول أبي نُؤاس [من الطويل]:

  ٥٧٦ - أَقَمْنَا بِهَا يَوْماً وَيَوماً وَثَالثاً، ... وَيَوْماً لَهُ يَوْمُ الترحلِ خَامِسُ

  وهذا البيت يتساءل عنه أهل الأدب، فيقولون: كم أقاموا؟ والجواب: ثمانية لأن يوماً الأخير رابع وقد وُصِفَ بأن يوم الترحل خامس له، وحينئذ فيكون يوم الترحل هو الثامن بالنسبة إلى أول. يوم.


  وبالي) أي: فهما صفتان للربعين فأحدهما موصوف بكونه مسلوباً، والثاني موصوف بكونه بالياً وليس المراد أن كلاً من الربعين مسلوب وبال للتنافي قوله: (ما حقه التثنية والجمع) أي: فالأصل والغالب والكثير فيه ذلك فلا ينافي أن التفريق أيضاً فصيح إلا أنه خلاف الكثير الغالب. قوله: (الرزية) بالهمز وبدونه، وقوله فقدان بكسر أوله كالوجدان، وقوله مثل محمد المراد به ابن الحجاج ومحمد الثاني أخو الحجاج فالأصل الغالب أن يقول محمدين. قوله: (أقمتا بها) أي: بدار كسرى قوله: (يوماً ويوماً) أي: فالأصل الغالب أن يقول أقمنا بها أياماً ولا يفرق قوله: (وقد وصف الخ) أي: فهذا اليوم الموصوف محسوب من الخمسة التي بعد الثلاثة المذكورة أولاً لأن المبدأ للشيء محسوب من الشيء. قوله: (فيكون يوم الترحل هو ثامن الخ) فيه أن هذا يفيد أن أيام الإقامة سبعة لا ثمانية وهذا يخالف قوله والجواب ثمانية إلا أن يقال سمي يوم الرحيل يوم إقامة نظراً لإقامة بعضه ولكن الذي يذكرونه في الحكاية أن الإقامة كانت أربعة أيام ورحلوا في الخامس؛ والحكاية إن جماعة من جملتهم أبو نواس مروا بمدائن كسرى فراوا في إيوانه محلاً طريفاً فمكثوا فيه أربعة أيام يأكلون ويشربون، ثم رحلوا في الخامس فقال بعض الناس منهم لأبي نواس اذكر هذه الوقعة في قصيدة ففعل ذلك، فقوله ويوماً له يوم الترحل خامس معناه ويوماً موصوفاً بأن يوم الترحل خامس منسوب لهذا اليوم من حيث إنه بلصقه


٥٧٥ - التخريج: البيت للفرزدق في (ديوانه ص ١/ ١٦١؛ والدرر ٦/ ٧٤؛ وشرح التصريح: ٢/ ١٣٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٧٥؛ والمقرب ٢/ ٤٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٢٩؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ٢١١).

اللغة: الرزية: المصيبة العظيمة وأصلها الرزيئة الحمام: بكسر الحاء: الموت.

المعنى: إن المصيبة العظيمة التي لا مصيبة مثلها هي هلاك محمد بن الحجاج وهلاك محمد أخي الحجاج في يوم واحد.

٥٧٦ - التخريج: البيت لأبي نواس في (ديوانه ٢/ ٧؛ وخزانة الأدب ٧/ ٤٦٢؛ والدرر ٦/ ٧٧؛ وبلا نسبة في المقرب ٢/ ٤٩).

المعنى: لقد أقمنا في هذا المكان ثمانية أيام.