· (الواو المفردة) انتهى مجموع ما يذكر من أقسامها إلى أحد عشر:
  والثاني نحو: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ}[الأحزاب: ٧] الآية.
  ويشاركها في هذا الحكم الأخير «حتى» كـ «مات الناسُ حتى العُلَمَاءُ، وَقَدِمَ الحجاج حتى المشاة»؛ فإنها عاطفة خاصاً على عام.
  والثاني عشر: عطف عامل حذف وَبَقِي معموله على عامل آخر مذكُورٍ يَجْمَهُما معنى واحد، كقوله [من الوافر]:
  ٥٧٧ - [إِذَا مَا الغَانِيَاتُ بَرَزْنَ يَوْماً] ... وَزَجَّجْنَ الْحَوَاجِبَ والعُيونَا
  أي: وكَحَّلن العيون، والجامع بينهما التَّخسِين، ولولا هذا التَّقْييد لوَرَدَ «اشْتَرَيْتُه بدرهم فصاعداً» إذ التقدير: فَذَهَب الثمنُ صاعداً.
  قوله: (ومنك ومن نوح) هذا محل الشاهد أعني قوله ومنك وكذا ما بعده بناءً على أن الكل عطف على الأولى. قوله: (ويشاركها في هذا الحكم) أعني العكس وهو عطف الخاص على العام. قوله: (حذف) أي: ذلك العامل. قوله (وكحلن العيونا) أي: فالعالم المحذوف المعطوف هو كحلن ومعموله الثاني هو العيون، وإنما احتجنا لتقدير عامل معطوف ولم نجعل المعطوف العيون لأنه يكون الكلام فاسداً لأن المعنى حينئذ وزججن العيون مع العيون لا تزجج أي لأن الترجيج هو التدقيق مع الاستطالة ولا يقال يقدر مضاف أي هدب العيون لأنا نقول لا يصح أيضاً لأن هدب العيون إذا نتف كان ذلك تقبيحاً للعين مع أن المراد تحسينها. قوله: (ولولا هذا التقييد) أي: بقولنا يجمعهما معنى واحد لورد الخ، و حاصله أن الفاء في هذا المثال عطفت عاملاً حذف وهو ذهب وبقي معموله وهو صاعداً على العامل الأخير وهو اشتريت لكن لما قيد الأول بأن معاملين يجمعهما معنى واحد خرج هذا المثال إذ الاشتراء وذهاب الثمن صاعداً لا يجمعهما معنى واحد بخلاف التزجيج والتكحيل فإنه يجمعهما أمر واحد وهو التحسين قوله: (فذهب الثمن) أي: فقد عطف
٥٧٧ - التخريج البيت للراعي النميري في (ديوانه ص ٢٦٩؛ والدرر ٣/ ١٥٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٧٥؛ ولسان العرب (٢/ ٢٨٧) (زجج)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١٩؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ٢١٢، ٧/ ٢٣٣؛ والإنصاف ٢/ ٦١٠؛ وأوضح المسالك ٢/ ٢٤٧؛ وتذكرة النحاة ص ٦١٧؛ وحاشية يس ١/ ٣٤٢؛ والخصائص ٢/ ٤٣٢؛ والدرر ٦/ ٨٠؛ وشرح الأشموني ١/ ٢٢٦؛ وشرح التصريح ١/ ٣٤٦؛ وشرح ابن عقيل ص ٥٠٤؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٣٥؛ وكتاب الصناعتين. ص ١٨٢؛ ولسان العرب ١/ ٤٢٢ (رغب)؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٢٢، ٢/ ١٣٠).
اللغة والمعنى: الغانيات ج الغانية وهي المرأة الجميلة التي استغنت عن الزينة. برزن: ظهرن. زججن: رققن.
يقول: إذا ما خرجت النساء الجميلات المستغنيات عن الزينة في أي يوم، وقد رققن حواجبهن، وكحلن عيونهن، فلا بد أن يعلق بهن من ينظر إليهن.