حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والثاني والثالث من أقسام الواو: واوان يرتفع ما بعدهما

صفحة 344 - الجزء 2

  يتقدم جازم، أو على أن تُقدَّر، ناهية ويرده أن المُقْتَضِي لترك التأديب إنما هو الخبر عن نفي العود، لا نهيه نفسه عن العَوْد، إذ لا تناقض بين النهي عن العَوْد وبين العود بخلاف العود والإخبار بعدمه ويوضحه أنك تقول: «أنا أنْهَاهُ وهو يفعل» ولا تقول: «أنا لا أفعل وأنا أفعل معاً».

  والثانية: واو الحال الداخلة على الجملة الاسمية، نحو: «جاء زيد والشَّمْسُ طالعة» وتُسمَّى واو الابتداء، ويقدرها سيبويه والأقدمون بـ «إذ»، ولا يريدون أنها بمعناها؛ إذ لا يرادفُ الحرفُ الاسم، بل إنها وما بعدها قَيْد للفعل السابق، كما أن «إذ» كذلك، ولم يقدرها بـ «إذا» لأنها لا تدخل على الجمل الاسمية، ووهم أبو البقاء في قوله تعالى: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ}⁣[آل عمران: ١٥٤]، فقال: الواو للحال، وقيل: بمعنى «إذ»، وسبَقَه إلى ذلك مكي، وزاد عليه فقال: الواو للابتداء، وقيل: للحال، وقيل: بمعنى «إذ»، اهـ. والثلاثة بمعنى واحد؛ فإن أراد بالابتداء الاستئناف فقولهما سواء.


  المنهي عنه مطلقاً. قوله: (إذ لا تناقض بين النهي عن العود) فيمكن أن تنهاه عن العود ويعود العود مقتض لتأديبه. قوله (بخلاف الخ) أي: فإن ذلك متناقض. قوله: (ويوضحه) أي: ويوضح التناقض وعدمه. قوله: (ويوضحه) أي: ما تقدم من أنه لا تناقض بين العود والنهي عنه بخلاف العود والإخبار بعدمه.

  قوله: (والثانية) أي: من الواوين التي يرتفع ما بعدهما قوله: (وتسمى واو الابتداء) أي: لدخولها على مبتدأ قوله: (والأقدمون بأن) فيقولون في تقدير المثال السابق أي إذ طلعت الشمس. قوله (ولا يريدون أنها) أي: واو الحال بمعنى إذ. قوله: (كما أن إذ كذلك) أي: قيد للفعل قبلها قوله: (لأنها لا تدخل على الجملة الاسمية) أي: بخلاف إذ فلذا اختاروا إذ دون إذا. قوله: (لأنها لا تدخل الخ) أي: لأن إذا لا تدخل على الجملة الاسمية التي تدخل عليها واو الحال قوله: (في قوله وطائفة قد أهمتهم أنفسهم) قبلها {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ}⁣[آل عمران: ١٥٤]. قوله: (وقيل بمعنى إذ) أي: فظاهره أن كونها بمعنى إذ غير كونها بمعنى واو الحال أنها مع نفسها. قوله: وزاد (عليه أي وزاد مكي على أبي البقاء في الخطأ. قوله: (الواو الخ) هذا مقول قول مكي قوله: (والثلاثة) الخ علة لغلط مكي. قوله: (فإن أراد الخ) أي: وظاهره أنها متغايرة. قوله: (فإن أراد الخ) أي أنه أن أراد بواو الابتداء واو الاستئناف التي تبتدأ بعدها الجمل ولم يرد بها واو الحال كان قولهما سواء قوله: (فقولهما سواء) أي: في الخطأ أي من حيث كون كل ذكر أمرين بمعنى واحد ولم تزد أحدهما على الآخر في الغلط