· (الواو المفردة) انتهى مجموع ما يذكر من أقسامها إلى أحد عشر:
  بأكله إيَّاهم؛ وفي المثل: «أعَقُّ مِنْ ضَبْ». وقد حمل بعضهم على هذه اللغة: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ}[المائدة: ٧١]، {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}[الأنبياء: ٣]؛ وحملهما على غير هذه اللغة أولى لضعفها، وقد جُوِّز في {الَّذِينَ ظَلَمُوا} أن يكون بدلاً من الواو في {وَأَسَرُّوا}، أو مبتدأ خبره إما {وَأَسَرُّوا} أو قول محذوف عامل في جملة الاستفهام، أي: يقولون هل هذا، وأن يكون خبراً لمحذوف: أي هم الذين، أو فاعلاً بـ «أسروا» والواو علامة كما قدمنا، أو بـ «يقول» محذوفاً، أو بدلاً من واو {اسْتَمَعُوهُ}[الأنبياء: ٢] وأن يكون منصوباً على البدل من مفعول {يَأْتِيهِمْ}[الأنبياء: ٢] أو على إضمار «أذمّ» أو «أعني»، وأن يكون مجروراً على البدل من {الناس} في {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ}[الأنبياء: ١]، أو من الهاء والميم في {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ}[الأنبياء: ٣]. فهذه أحَدَ عَشَرَ وجهاً، وأمَّا الآية الأولى فإذا قُدرت الواوان فيها علامتَيْنِ، فالعلامتان قد تنازعا الظاهر؛ فيجب حينئذ أن تقدر في أحدهما ضميراً مستتراً راجعاً إليه، وهذا من غرائب العربية، أعني وجوب استتار الضمير في فعل الغائبين؛ ويجوز كون {كَثِير} مبتدأ وما قبله خبراً، وكونه بدلاً من الواو الأولى مثل «اللَّهُمْ صَلِّ عليه
  معنوي. قوله: (ظالم لأولاده) أي: لأن أكل الأصل لأولاده ظلم منه لهم. قوله: (على هذه اللغة) أي: لغة طيء التي تلحق الفعل علامة تثنية الفاعل وجمعه. قوله: (ثم عموا وصموا كثير الخ) أي: فقد جعل ذلك البعض أن الواو في الفعلين علامة جمع وكثير فاعل للثاني عند البصريين، وفاعل الأول محذوف أي هم وقوله وأسروا النجوى الذين أي فأسروا فعل مضارع والواو علامة والذين فاعل قوله: (أن يكون بدلاً من الواو الخ) أي: وعلى جميع الأوجه فالواو فاعل أسروا لا على جعل الذين ظلموا فاعلاً. قوله: (أو مبتدأ خبره إما وأسروا الخ) أشار بذلك إلى ما قيل فيها من الإعراب سواء كان على هذه اللغة وغيرها. قوله: (أو بيقول محذوفاً) أي: يقول الذين قوله: (من مفعول يأتيهم) أي: من قوله قبل ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون. قوله: (فهذه أحد عشر وجها) حاصلها أن الذين ظلموا إما في محل رفع أو في محل نصب أو في محل جر فإن كان في محل رفع فهو إما بدل من واو وأسروا أو من واو استمعوه، وإما مبتدأ خبره إما جملة وأسروا أو قول محذوف، وإما فاعل بأسروا والواو علامة أو بقول محذوف، وإما خبر لمحذوف فهذه سبعة أوجه على أن الذين ظلموا في محل رفع، وأما على أنه في محل نصب ففيه وجهان وكذا إذا كان في محل جر. قوله: (وأما الآية الأولى) أي: وهي: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا}[المائدة: ٧١] الخ وحاصل ما ذكره فيها ثلاثة أوجه. قوله: (في فعل الغائبين) أي: لأنه إنما يستتر وجوباً في فعل المخاطب وفعل المتكلم، وكذا في فعل الغائب المفرد كما في فعل التعجب والاستثناء. قوله: (مثل اللهم صل عليه) هذا تنظير في