· (الواو المفردة) انتهى مجموع ما يذكر من أقسامها إلى أحد عشر:
  الرؤوف الرَّحيم» فالواو الثانية حينئذ عائدة على متقدم رتبة، ولا يجوز العكس، لأن الأولى حينئذ لا مُفسِّر لها.
  ومنع أبو حيان أن يقال على هذه اللغة: «جاؤوني مَنْ جَاءَكَ» لأنها لم تُسْمَع إِلا ما لفظه جمع، وأقول: إذا كان سبب دخولها بيان أن الفاعل الآتي جمع، كان مع. لحاقها هنا أولى، لأن الجمعية خفية.
  وقد أوجب الجميع علامة التأنيث في «قامت هند» كما أوجبوها في «قامت امرأة»، وأجازُوها في «غَلَتِ الْقِدْرُ، وانْكَسَرَتِ القَوْسُ»، كما أجازوها في «طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَنَفَعَتِ الْمَوْعِظَةُ».
  وجوز الزمخشري في {لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ٨٧}[مريم: ٨٧] كونَ مَنْ فاعلاً والواو علامة.
  كون الاسم الظاهر بدلاً من ضمير الغائب، وقوله الرؤوف بدل من ضمير عليه.
  قوله: (فالواو الثانية حينئذ عائدة الخ) أي: فهي على هذا الإعراب اسم بخلافها على الإعراب الأول. قوله: (على متقدم رتبة) أي: وإن كان متأخراً لفظاً. قوله: (ولا يجوز العكس) أي: جعل كثير بدلاً من الواو الثانية. قوله: (لا مفسر لها) أي: لم يتقدم لها مرجع لا لفظاً ولا حكماً ولا معنى ولا رتبة وليس هذا من باب التنازع حتى يغتفر عوده على المتأخر لفظاً ورتبة قوله: (لأنها) أي: الواو الآتية علامة للجمع. قوله: (إلا مع ما لفظه جمع) أي: وأما إذا كان الفاعل جمعاً في المعنى كمن فلم يسمع الإتيان بها. قوله: (وأقول) أي: في الرد على أبي حيان قوله: (إذا كان سبب دخولها) أي: في الواقع وفيه أن هذا لا يرد عليه لأنه استعد للسماع والقياس لا يرده، وأيضاً لفظ الجمع يشاكل بالعلامة. قوله: (لأن الجمعية خفية) أي: لأنه لا يعلم الجمعية إلا من الواو. قوله: (في قامت هند) أي: مع أن لفظها مذكر، وإنما أوجبوها نظراً لكونها مؤنثة في المعنى. قوله: (في قامت امرأة) أي: التي هو مؤنث لفظاً، والحاصل أنهم قاسوا على قامت امرأة قامت هند لكونه مؤنثاً في المعنى فقد نظروا للمعنى وقاسوا، وحينئذ فمقتضاه أن يجوز قياس جاؤني من جاءك على قاموا الرجل وأجيب بأن الكثير الغالب مراعاة لفظ لا معناها حتى أنه يصح القياس والرد عليه.
  قوله: (غلت القدر) في نسخة القدور وقوله وانكسرت القوس وفي نسخة النفوس. قوله: (وأجازوها في غلت القدر وانكسرت القوس) أي: فهذا إن لم يسمعا لكن أجازوهما قياساً على طلعت الشمس ونفعت الموعظة لتأنيث الفاعل في كل وإن كان التأنيث في الأولين معنوياً وفي الآخرين لفظياً، أما في الموعظة فظاهر وأما في الشمس فلأنه يقال في تصغيرها شمسية برد التاء. قوله: (وجوز الزمخشري الخ) هذا سند للرد على أبي حيان