· (يا): حرف موضوع لنداء
  أنها أعم منه، إذ شرطه الإفادة بخلافها، ولهذا تسمعهم يقولون: جملة الشرط، جملة الجواب، جملة الصلة، وكل ذلك ليس مفيداً، فليس بكلام.
  وبهذا التقرير يتضح لك صحة قول ابن مالك في قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٩٥ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٩٦ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ٩٧}[الأعراف: ٩٥ - ٩٧]. إنَّ الزمخشري حكم بجواز الاعتراض بسبع جمل، إذ زعم أن {أَفَأَمِنَ} معطوف على {فَأَخَذْنَاهُمْ}، ورَدَّ عليه مَنْ ظَنَّ أن الجملة والكلام
  الجملة أي فهو ظاهر في الترادف ووجه ظهوره أن الشيء لا يسمى باسم شيء إلا إذا كان مرادفاً له، وإنما قال وهو ظاهر ولم يقل وهو صريح الخ لاحتمال أن معنى قوله ويسمى جملة أي من حيث أنه أفرادها وإن الجملة تنفرد عنه إلا أنه خلاف الظاهر.
  قوله: (أنها أعم منه) أي: لأنه أخذ في مفهوم الكلام قيداً ليس مأخوذاً في حد الجملة. قوله: (إذ شرطه الإفادة) أي: المقصودة، وقوله بخلافها أي فلا يشترط فيها الإفادة قصداً قوله (ولهذا) أي: لأجل عدم اشتراط قصد الإفادة. قوله: (وكان ذلك ليس مفيداً) أي: ليس مقصوداً بالإفادة لأن المقصود من قولك جاء الذي قام الإخبار بالمجيء لا بالقيام، وإنما ذكرت قام لتعيين الموصول. قوله: (صحة قول الخ) في نسخة وجه قول ابن مالك وهي أحسن لما يأتي أن كلام ابن مالك ليس صحيحاً، وإن كان له وجه في نفسه: قوله: (ثم بدلنا) أي: أعطيناهم مكان السيئة العذاب الحسنة أي الصحة حتى عفوا أي كفروا وقالوا كفراً للنعمة. قوله: (أن الزمخشري الخ) ظاهره أن هذا كلام ابن مالك وليس كذلك بل كلامه قال الزمخشري أن قوله وهم لا يشعرون، ولو أن أهل القرى إلى قوله يكسبون اعترض بين المعطوف والمعطوف عليه، ثم إنه زاد وقال فالاعتراض هنا بسبع جمل ثم إن بعضهم اعترض على ابن مالك كيف يقول أن الاعتراض بسبع جمل مع أن الاعتراض هنا بأربع جمل وحاصل الجواب عن ابن مالك أن كلامه مبني على أن الجملة أعم من الكلام والمعترض راعي القول بالترادف فكلام ابن مالك وجيه ولا اعتراض عليه قوله: (بسبع (جمل) الأولى وهم لا يشعرون والثانية ولو أن أهل القرى آمنوا والثالثة واتقوا والرابعة لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، والخامسة ولكن كذبوا والسادسة فأخذناهم والسابعة بما كانوا يكسبون. قوله: (إذ زعم) أي: الزمخشري، وقوله إن أفأمن أي فالفاء مزحلقة عن محلها فيها معنى السببية.
  قوله: (إن أفأمن معطوف على فأخذناهم) أي أخذناهم الأولى أعني قوله فأخذناهم بغتة، وفي هذا العطف شيء وذلك لأن أخذناهم خبر، وقوله أفأمن إنشاء مع أنه لا يصح عطف الإنشاء على الخبر إلا أن يقال إنه مجوز لذلك تأمله وأجيب بأن الاستفهام إنكاري