حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (يا): حرف موضوع لنداء

صفحة 382 - الجزء 2

  مترادفان، فقال: إنما اعترض بأربع جمل، وزعم أن مِنْ عند {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى} إلى {وَالْأَرْضِ} جملة، لأن الفائدة إنَّما تتم بمجموعه.

  وبعد، ففي القولين نظر.

  أما قول ابن مالك فلأنه كان من حقه أن يعدها ثمان جمل، إحداها {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}، وأربعة في حيز «لو» - وهي: «آمنوا واتقوا، وفتحنا»، والمركبة من «أنَّ» وصلتها مع «ثَبَتَ» مُقدَّراً أو مع «ثابت» مقدَّراً، على الخلاف في أنها فعلية أو اسمية، والسادسة {وَلَكِنْ كَذَّبُوا}، والسابعة {فَأَخَذْنَاهُمْ}، والثامنة {بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

  فإن قلت: لعله بنى ذلك على ما أختارَهُ ونقلَهُ عن سيبويه من كون «أنَّ» وصلتها مبتدأ لا خبر له وذلك لطوله وجريان الإسناد في ضمنه.

  قلت: إنّما مُرَادُهُ أَن يُبيِّن ما لزم على إعراب الزمخشري، والزمخشري يرى أنَّ «أنَّ» وصلتها هنا فاعل يثبت.


  بمعنى النفي أي لا يأمن فهو خبر معطوف على خبر. قوله: (معطوف على فأخذناهم) ضمير أخذناهم عائد على أهل القرية المكذبين لنبيهم والهمزة في أفأمن للاستفهام الإنكاري بمعنى النفي أي لا يأمن أي أخذنا المكذبون لأنبيائهم بغتة وهم لا يشعرون فتسبب عن ذلك عدم أمان أهل القرى من العذاب والمراد بالقرى قرى مكة الساكن فيها العرب. قوله: (معطوف الخ) أي: وليس العطف على مقدر بعد الهمزة أي أيقولون فأمن الخ؛ لأن هذا مذهب سيبويه والزمخشري يخالفه في ذلك قوله: (إنما اعترض) أي: في الآية بأربع لا بسبع كما قلت يا ابن مالك. قوله: (وبعد) أي: وبعد أن عرفت كلام ابن مالك وكلام المعترض، وإن كلام ابن مالك له وجه فأقول الخ. قوله: (أما قول ابن مالك) أي: أما الاعتراض على قول ابن مالك.

  قوله: (على الخلاف الخ) فيه أن الكلام حينئذ في كلام الزمخشري وهو يقدرها ثبت فحينئذ لا يتأتى هذا الخلاف قوله: (على الخلاف الخ) ينبغي الجزم بأن المقدر ثبت لأن المصنف بصدد ما لزم كلام الزمخشري وهو يرى أن الجملة الواقعة بعد لو فعلية وحينئذ فإن وصلتها فاعل لفعل محذوف بعد لو. قوله: (فإن قلت) أي: جواباً عن ابن مالك عدة الجمل سبعة ولم يعدها ثمانية قوله: (ونقله عن سيبويه الخ) حاصله أن إن المعنى ولو أن إيمانهم فقيل له أين الخبر فقال أنه لما طال الكلام وجرى الإسناد في ضمنه لم يحتج للحج. قوله: (وذلك) أي: الاستغناء المفهوم من المقام. قوله: (فاعل بثبت) أي: فيلزمه أن يكون أن وصلتها مع ثبت جملة ثانية وقد يجاب بأن ابن مالك والزمخشري لم يعدا قوله ولو أن أهل القرى إلى قوله يكسبون وحيث صرحا بذلك فيعلم أن مقصودهما بالجملة المعطوف عليها مجموع قوله فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون غير