حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

مسألة - ولا معنى لـ «أن» الزائدة

صفحة 95 - الجزء 1

  والباء الزائدتان الاسم، وجعل منه: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ}⁣[إبراهيم: ١٢]، {وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[البقرة: ٢٤٦]، وقال غيره: هي في ذلك مصدريَّة، ثم قيل: ضُمن «ما لنا» معنى «ما مَنَعَنا»، وفيه نظر؛ لأنه لم يثبت إعمال الجار والمجرور في المفعول به، ولأن الأصل أن لا تكون «لا» زائدة، والصواب قولُ بعضهم: إن الأصل: «وما لنا في أن لا نفعل كذا» وإنما لم يجز للزائدة أن تعمل لعدم اختصاصها بالأفعال، بدليل دخولها على الحرف وهو «لَوْ» و «كأنَّ» في البيتين، وعلى الاسم وهو «ظَبْيَة» في البيت السابق بخلافِ حرف الجر الزائد، فإنه كالحرف المُعَدَّى في الاختصاص بالاسم، فلذلك عمل فيه.

  مسألة - ولا معنى لـ «أن» الزائدة غيرُ التوكيد كسائر الزوائد، قال أبو حيان:


  قوله: (وما لنا أن لا نتوكل على الله) أي: أي شيء ثبت لنا في حالة كوننا لا نتوكل على الله، وقد فعل الله بنا ما يوجب توكلنا عليه وهو التوفيق لهداية السبيل الذي يجب سلوكه في الدين ا. دماميني. قوله: (وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله) أي: أي شيء ثبت لنا في حالة تركنا القتال في سبيل الله وقد وقع ما يقتضيه فما بعد أن جملة حالية، فإن قلت المضارع يتعين للاستقبال بمصاحبة ناصب وجملة الحال لا تصدر به بدليل استقبال فكيف هذا؛ قلت: إنما يكون الناصب متعيناً للاستقبال إذا لم يكن زائد فلا يرد حينئذ مثل هذا اهـ دماميني قوله: (هي في ذلك) أي: الذي استشهد به قوله: (معنى ما منعنا) أي: ومنع يتعدى إلى مفعولين تقول منعت زيداً إساءته فتكون أن وصلتها في محل نصب على أنه المفعول الثاني اهـ دماميني. قوله: (لأنه لم يثبت إعمال الجار والمجرور) أي: وهو قوله لنا في المفعول به أي وهو المقاتلة والتوكل؛ لأنه لما ضمن لنا معنى منعنا عمل في المفعول هو نقاتل ونتوكل قوله (في المفعول به) أي: فهذا التخريج لا يصح. قوله: (ولأن الأصل أن لا تكون زائدة) أي: وإذا قيل أن ما لنا ضمن معنى ما منعنا لزم زيادة لا والمعنى أي: شيء منعنا التوكل ومنعنا القتال قوله: (ما لنا في أن لا نفعل كذا) أي: ثم حذف الجار وهو في مثله قياسي. قوله: (وما لنا في أن لا نفعل كذا) متعلق بما تعلق به الحال الأول قوله: (وإنما لم يجز الخ) رد القياس إلى خفض عمل أن الزائد على عمل حروف الجر الزائد بإبدائه الفارق. قوله: (وهو لو وكنت في البيتين) الأولى في الأبيات الثلاثة فإنها قد دخلت على لو في قوله فأقسم أن لو التقينا، وقوله أما والله أن لو كنت حراً، البيت وعلى كان في قوله حتى إذا أن كأنه البيت اهـ دماميني. قوله: (وهو ظبية) بالكسر والتنوين على الحكاية أو بالرفع مع ترك التنوين؛ لأنه اسم على نفس هذا اللفظ أي الواقع في البيت ففيه العلمية وتاء التأنيث فيمتنع الصرف. قوله: (كالحرف المعدى) أي: الذي يعدي الفعل أو ما في معناه إلى المفعول قوله: (فلذلك عمل فيه) أي: ولا يلتفت لكونه زائداً قوله: (غير التوكيد) أي: التقوية للكلام الذي هي فيه فهي