حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجملة الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا

صفحة 406 - الجزء 2

  عندي أن يُقال «جاؤوني ليسوا زيداً» على الحال.

  الرابع: الجملة بعد حتى الابتدائية كقوله [من الطويل]:

  [فَمَا زَالَتِ القَتْلَى تَمُجُ دِمَاءَهَا] ... بِدِجْلَةَ حَتَّى مَاءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ

  فقال الجمهور: مُسْتأنفَة، وعن الزجاج وابنِ دُرُسْتُوَيْه أَنَّها في موضع جرّ بـ «حتى»، وقد تقدم.

  ***

  الجملة الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية وتسديداً أو تحسيناً، وقد وقعت في مواضع.

  أحدها بين الفعل ومرفوعه، كقوله [من الوافر]:

  ٦١٧ - شَجَاكَ - أَظُنُ - رَبْعُ الظَّاعِنِينَا ... [وَلَمْ تَعْبَأَ بِعَذَلِ الْعَاذِلِينَا]

  ويروى بنصب «ربع» على أنه مفعول أول، و «شجاك» مفعوله الثاني، وفيه


  أن حتى متى كانت ابتدائية امتنع أن تكون عاملة للجر في الجملة وعلى كلام ابن درستويه فالفرق بين حتى الجارة والابتدائية إذا عملت الجر مع كون كل عاملاً للجر أن الأولى الداخلة على المفرد والثانية الداخلة على الجملة، وأما على كلام الجمهور فالابتدائية لا تعمل جراً لا لفظاً ولا محلاً.

  الجملة الثانية المعترضة

  قوله: (المعترضة بين شيئين) أي: متلازمين لإفادة الكلام المعترضة في أثنائه تقوية أي توكيداً، وقوله وتسديداً مرادف لما قبله. قوله: (أو تحسيناً) أي: فهي لمجرد تزيين اللفظ ولا تفيد تقوية أي توكيد لما قبلها قوله: (بين الفعل ومرفوعه كقوله الخ) أي: بناء على أن شجا فعل ويحتمل أنه مصدر مضاف مبتدأ وربع خبره. قوله: (شجاك) فعل ومفعول وربع فاعل وتمامه:

  ولم تعبأ بعذل العاذلينا

  قوله: (أظن) هذه جملة معترضة بين الفعل والفاعل أفادت التقوية لأنه حين يقول الطاعنين يحتمل ذلك مظنون أو متوهم فأخبر أنه مظنون. قوله: (وشجاك شجاك ربع مفعوله الثاني) أي هذه الجملة مفعول ثانٍ وقوله وفيه أي في شجاك. قوله: (راجع إليه)


٦١٧ - التخريج: البيت بلا نسبة في (تخليص الشواهد ص ٤٤٦؛ والدرر ٢/ ٢٦١؛ وشرح الأشموني ١/ ١٦٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٠٦؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤١٩؛ وهمع الهوامع ١/ ١٥٣).