الجملة الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا
  موجود، أو إن «ليت» لا خبر لها ههنا إذ المعنى لَيْتَني أشعر، فالاعتراض بين الشعر ومعموله الذي عُلق عنه بالاستفهام، وقول الحماسي [من السريع]:
  ٦٢٥ - إِنَّ الثَّمَانِينَ - وَبُلْغْتَهَا ... قَدْ أَحْوَجَتْ سَمْعِي إلى تَرْجُمَان
  وقول ابن هَرْمَة [من المنسرح]:
  ٦٢٦ - إن سُلَيْمَى - واللهُ يَكْلَؤُهَا - ... ضَنَّتْ بِشَيْءٍ مَا كَانَ يَرْزَؤُهَا
  وقول رؤبة [من الرجز]:
  ٦٢٧ - إني - وَأسْطَارٍ سُطِرْنَ سَطْرًا - ... لَقَائِلُ يَا نَصْرُ نَصْرُ نَصْرًا
  وقول كثير [من الطويل]:
  مشعوري ومعلومي جواب هذا الاستفهام موجود قوله: (لا خبر لها هنا) أي: بناء على ما ذكره بعض من أن ليت إذا دخلت على لفظ شعري كانت لا تحتاج الاسم وكان لا خبر لها لأن المعنى ليتني أشعر كما أن لا التي لنفي الجنس إذا دخل عليها همزة الاستفهام صارت لا تحتاج لخبر وصار معناها أتمنى قوله: (فالاعتراض بين الشعر ومعموله) أي: فهو من باب الاعتراض بين الفاعل أي المصدر ومعموله لا من باب الاعتراض بين ما أصله المتبدأ والخبر. قوله: (وبلغتها) بالخطاب جملة دعائية أي اللهم بلغه إياها فهو دعاء له ببلوغه الثمانين قوله: (ترجمان) بفتح التاء. مع ضم الجمي وبضمها وفيه لغة ثالثة كزعفران وهو من يبلغ الكلام بلغة أخرى والمراد هنا مطلق مبلغ. قوله: (إن سليمي الخ) بعده:
  ولا أراها تزال ظالمة ... تحدث لي نكبة وتنكؤها
  من نكأ الجرح قوله: (إني) الياء اسمها ولقائل خبرها وقوله وأسطار جملة قسمية معترضة بين اسم إن وخبرها قوله: (وأسطار) يعني الكتب أي أقسم بالكتب التي سطرت سطراً بعد سطر إني لقائل الخ. قوله: (يا نصر) منادى مبني على الضم ونصر هذا ابن
= فالبيوت لا تعمرها الأماني.
٦٢٥ - التخريج: البيت لعوف بن محلم في (الدرر ٤/ ٣١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٢١؛ وطبقات الشعراء ص ١٨٧؛ ومعاهد التنصيص ١/ ٣٦٩؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ١/ ٤٨).
اللغة والمعنى: الترجمان: الذي يفسّر الكلام من لغة إلى أخرى.
يقول الشاعر لممدوحه: إني قد بلغت الثمانين من العمر - أطال الله عمرك وبلغك إياه - فضعف مما أحوجني إلى ترجمان ينقل إلي ما يخاطبني به الناس.
٦٢٦ - التخريج: البيت لإبراهيم بن هرمة في (ديوانه ص ٥٥؛ وشرح شواهد المغني ص ٨٢٦؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١/ ١٤٦ (كلأ)).
اللغة: يكلؤها: يحفظها. ضنت بخلت. يرزؤها يضرها.
المعنى مع أن الوصال لا ينقص من سليمي الحبيبة شيئاً ولا يضرها، فقد بخلت به.
٦٢٧ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ديوانه ص ١٧٤؛ وخزانة الأدب ٢/ ٢١٩؛ والخصائص ١/ =