حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجملة الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا

صفحة 412 - الجزء 2

  ٦٢٨ - وإِنِّي - وَتَهُيَامِي بِعَزَّةَ بَعْدَما ... تَخَلَّيْتُ مِمَّا بَيْنَنَا وَتَخَلْتِ

  لكالْمُرْتَجِي ظِلُّ الْغَمَامَةِ كُلَّمَا ... تَبَوْأَ مِنْهَا لِلْمَقِيلِ أَضْمَحَلَّتِ

  قال أبو علي: «تهيامي بعزة» جملة معترضة بين اسم «إنّ» وخبرها، وقال أبو الفتح: يجوز أن تكون الواو للقسم، كقولك: «إنِّي وَحُبِّكَ لَضَنِينٌ بِكَ» فتكون الباء متعلقة بالتهيام لا بخبر محذوف.

  الخامس: بين الشرط وجوابه، نحو: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ}⁣[النحل: ١٠١]، ونحو: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ}⁣[البقرة: ٢٤]، ونحو: {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى}⁣[النساء: ١٣٥]، قاله جماعة منهم ابن مالك، والظاهر أن الجواب {فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا}


  سيار أمير خراسان والأخير بمعنى المعونة فهو معمول لمحذوف، وأما الثاني فهو إتباع على اللفظ وقيل الثاني الثالث إتباع على اللفظ والمحل قوله: (وإني الخ) مطلع القصيدة:

  خليلي هذا ربع عزة فاعقلا ... قلو صيكما ثم ابكيا حيث حلت

  وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتى تولت

  قوله: (لكالمرتجي) خبر إن أي إني كالمرتجي أي الطالب. قوله: (جملة معترضة) أي: فتهيامي مبتدأ وبعزة متعلق بمحذوف خبر تهيامي. قوله: (وخبرها) أي: لكالمرتجي. قوله: (يجوز أن تكون الواو للقسم) أي: كما يجوز الإعراب الأول فهو مجوز للأمرين. قوله: (الواو للقسم) أي: فهي جملة فعلية معترضة وأما ما قاله أبو علي فالاعتراض بجملة اسمية. قوله: (والظاهر إن الجواب فالله أولى بهما) في الحقيقة هو دليل الجواب والجواب محذوف أي إن يكن المشهود عليه غنياً أو فقيراً فلا تكتموا الشهادة رأفة به لأن


= ٣٤٠؛ والدرر ٤/ ٢٢؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٤٣؛ وشرح المفصل ٢/ ٣؛ والكتاب ٢/ ١٨٥، ١٨٦؛ ولسان العرب ٥/ ٢١١ (نصر)؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٩٧؛ والأشباه والنظائر ٤/ ٨٦؛ والدرر ٦/ ٢٦؛ ولسان العرب ٤/ ٣٦٣ (سطر)؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠٩؛ والمقتضب ٤/ ٢٠٩؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٤٧، ٢/ ١٢١).

اللغة والمعنى الأسطار: ج. السطر. نصر: هو نصر بن سيار.

يقول: أقسم بأسطار سُطِرْن سطراً بأنه سينادي نصراً ليعطيه ويساعده.

٦٢٨ - التخريج: البيتان لكثير عزة في (ديوانه ص ١٠٣؛ وخزانة الأدب ٥/ ٢١٤؛ والخصائص ١/ ٣٤٠؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ١٣٩؛ وشرح شواهد المغني ص ٨١٢؛ ولسان العرب ١٢/ ٦٢٦ (هيم)؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٠٩).

اللغة التهيام: شدة العشق.

المعنى: إني بحال لا تسر، بعد أن زال الذي بيني وبين المحبوب من الوصل.