حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجملة الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا

صفحة 414 - الجزء 2

  عليه الصلاة والسلام، أو بالعكس.

  والثالث: أن {أَنْ يُرْضُوهُ} ليس في موضع جرّ أو نصب بتقدير: بأن يرضوه، بل في موضع رفع بدلاً من أحد الاسمين، وحذف من الآخر مثل ذلك، والمعنى وإرضاء الله وإرضاء رسوله أحَقُ من إرضاء غيرهما.

  والسادس: بين القسم وجوابه، كقوله [من الطويل]:

  ٦٢٩ - لَعْمرِي - وَمَا عَمْرِي عَلَيَّ بِهَيْنِ - ... لَقَدْ نَطَقَتْ بطلاً عَلَيَّ الأقارعُ

  وقوله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ٨٤ لَأَمْلَأَنَّ}⁣[ص: ٨٤ - ٨٥] الأصْلُ: أقسم بالحق لأملأن وأقول الحق، فانتصب «الحق» الأول - بعد إسقاط الخافض - بـ «أُقسم» محذوفاً، و «الحق» الثاني بأقول، واعترض بجملة «أقول الحق» وقدم معمولها للاختصاص، وقُراء برفعهما بتقدير: فالحق قسمي والحقُّ أقوله، وبجرهما على


  جمع أقرع صفة رجل أي لقد نطقت الرجال القرع علي باطلاً قوله: (لعمري الخ) عمر الرجل بابه فرح إذا عاش طويلاً إلا أن مصدره خالف القياس فأتى بسكون الميم مع فتح العين وضمها والمستعمل في القسم الأول والبطل مصدر بطل الشيء والبيت للنابغة الذبياني من قصيدة يعتذر فيها للنعمان ابن المنذر منها:

  على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت الما أصح والشيب وازع

  أتاني أبيت اللعن إنك لمتني ... وتلك التي تستد عنها المسامعُ

  مقالة إن قد قلت سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع

  فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع

  فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت إن المنتأى عنك واسع

  قوله: (أقسم بالحق) أي: فقد أقسم المولى سبحانه باسمه والأولى أن يقول فأقسم ليشير إلى الفاء الموجودة. قوله: (بعد إسقاط الخافض) أعني حرف القسم وهو الباء نحو إن على الله أن تبايعا، وقوله بأقسم متعلق بانتصب قوله: (فالحق قسمي) أي: فالحق مبتدأ وخبره محذوف، وأما الحق الثاني فهو مبتدأ أو خبره مذكور إلا أنه حذف منه العائد وعلى هذا فالاعتراض بجملة اسمية بخلاف الأول فإن الاعتراض بجملة فعلية. قوله:


٦٢٩ - التخريج: البيت للنابغة الذبياني في (ديوانه ص ٣٤؛ وخزانة الأدب ٢/ ٤٤٧؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٤٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨١٦؛ والكتاب ٢/ ٧٠ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٣٠٨).

اللغة: الأقارع: هم بنو قريع.

المعنى: أقسم بحياتي، وهي غالبة عندي، إن بني قريع يدعون علي زوراً وظلماً.