الجملة الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا
  والسابع: بين الموصوف وصفته كالآية فإن فيها اعتراضين: اعتراضاً بين الموصوف وهو {قَسَمٌ}[الواقعة: ٧٦] وصفته وهو {عَظِيمٌ}[الواقعة: ٧٦] بجملة {لَوْ تَعْلَمُونَ}[الواقعة: ٧٦]، واعتراضاً بين {أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}[الواقعة: ٧٥] وجوابه وهو {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ٧٧}[الواقعة: ٧٧] بالكلام الذي بينهما؛ وأما قول ابن عطية ليس فيها إلا اعتراض واحد وهو {لَوْ تَعْلَمُونَ} لأن {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}[الواقعة: ٧٦] توكيد لا اعتراض فمردود؛ لأنَّ التوكيد والاعتراض لا يتنافيان، وقد مضى ذلك في حد جملة الاعتراض.
  والثامن: بين الموصول وصلته كقوله [من الكامل]:
  ٦٣٠ - ذَاكَ الَّذِي - وَأَبِيكَ - يُعْرِفُ مَالِكاً ... [والحَقُّ يَدْمَعُ تُرْهَاتِ الْبَاطِل]
  ويحتمله قوله [من الطويل]:
  وَإِنِّي لَرَامِ نَظرَةٌ قِبَلَ الَّتِي ... لَعَلِّي، وَإِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا، أَزُورُها
  وذلك على أن تقدّر الصلة «أزورها» وتقدر خبر «لعلَّ» محذوفاً، أي: لعلّي أفعل ذلك.
  والتاسع: بين أجزاء الصلة، نحو: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا
  مخالف للمقسم عليه أي ليس الأمر كما تزعمون من كون القرآن شعراً أو أساطير الأولين. قوله: (في حد جملة الاعتراض) أي: لأنه قال فيما سبق الاعتراضية هي الواقعة بين شيئين متلازمين للتوكيد أو للتحسين قوله: (ذاك الذي الخ) تمامه:
  ... ... ... والحق يدمغ ترهات الباطل
  أنا تزيد على الحلوم حلومنا ... فضلاً ونجهل فوق جهل الجاهلِ
  قوله: (وأبيك الخ) جملة معترضة قسمية بين الموصل وصلته أعني يعرف. قوله: (بين أجزاء الصلة) جمع جزء والمراد بالأجزاء أحد ركني الإسناد وليس هنا كذلك، بل الاعتراض هنا بين جملتين معطوفتين فالأولى أن يقول بين جملتين غير مستقلتين لعطف
٦٣٠ - التخريج: البيت لجرير في (ديوانه ص ٥٨٠؛ والدرر ١/ ٢٨٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨١٧؛ وبلا نسبة في الخصائص ١/ ٣٣٦؛ ولسان العرب ١٣/ ٤٨٠ (تره)؛ والمقرب ١/ ٦٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٨، ٢٤٧).
اللغة: الترهات الأباطيل.
المعنى: إن الذي حمى النساء من السبي، والمال من السلب هو الذي تعرفه قبيلة مالك بشجاعته وصفاته العربية الكريمة من نجدة الملهوف، وإغاثة الضعيف، والحق يدحض الباطل.