حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

مسألة

صفحة 428 - الجزء 2

  الكفر كان عندهم أقرب وعلى هذا فـ {أَنْ يُؤْتَى} من كلام الله تعالى، وهو متعلق بمحذوف مؤخَّر، أي: لكراهية أن يؤتى أحد دَبَّرتُم هذا الكيد.

  وهذا الوجه أرجح لوجهين:

  أحدهما: أنه الموافق لقراءة ابن كثير {أَنْ يُؤْتَى} بهمزتين، أي: لكراهية أن يؤتى قلتم ذلك.

  والثاني: أنَّ في الوجه الأول عَمِلَ ما قبل «إلا» فيما بعدها، مع أنه ليس في المسائل الثلاث المذكورة آنفاً.

  وكالدعائية في قوله [من السريع]:

  إِنَّ الثَّمَانِينَ - وَبُلْغْتَهَا - ... قَدْ أَحْوَجَتْ سَمْ إِلى تَرْجُمَان

  وقوله [من المنسرح]:

  إِنَّ سُلَيْمَى - واللَّهُ يَكْلَؤُهَا - ... ضَلَّتْ بِشَيْءٍ مَا كان يَرْزَؤُها

  وكالقَسَمِية في قوله [من الرجز]:

  إني وأسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْراً

  وكالتنزيهية في قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ٥٧}⁣[النحل: ٥٧]، كذا مثل بعضهم.


  كان منهم ثم أسلم أن إسلام بعضهم أغيظ ورجوع من أسلم منهم عن الإسلام أقرب أي يحصل رجوعه بحيلة سهلة. قوله: (وهو متعلق بمحذوف) لعل الأولى وهو معمول لمحذوف متعلق محذوف وقوله مؤخر أي لإفادة الحصر. قوله: (دبرتم هذا الكيد) أي: الإسلام أول النهار والكفر آخره قوله: (أأن يؤتى بهمزتين) أي: ثانيهما مسهلة أي فالاستفهام يقتضي أن قوله أن يؤتى ليس معمولاً لما قبلها لأن الهمزة مانعة من ذلك فيؤيد الوجه الأرجح قوله: (قلتم ذلك) أي: قلتم لا تظهروا إيمانكم الكاذب إلا لمن كان منكم وأسلم لأجل أن يرجع عن إسلامه. قوله: (مع أنه ليس من المسائل الثلاث الخ) في هذا التعليل نظر لأن المدعي أولاً أن الوجهين صحيحان وإن الثاني منها أرجح من الأول وهذا التعليل يقتضي تعين الثاني وبطلان الأول لاشتماله على المحذور الذي أشار إليه والحاصل أن هذا التعليل يفيد فساد الأول لا مرجوحيته إلا أن يقال إنه لاحظ الخلاف في ذلك. قوله: (ليس من المسائل) أي: وهي المستثنى منه والمستثنى والتابع للمستثنى منه. قوله: (وكالدعائية) عطف على قوله كالأمرية، وكذا قوله بعد وكالقسمية. قوله: (ولهم ما يشتهون) أي: فإن لهم عطف على الله، وقوله ما عطف على البنات أي وقد فصل بجملة