الجملة الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا
  أو جملة على جملة، وعلى الأول ففتحة «تَضْجَرَ» إعراب، و «لا»: نافية، والعطف مثله في قولك: اثْتِني ولا أجْفُوَكَ بالنصب، وقوله [من الوافر]:
  ٦٣٨ - فَقُلْتُ أَدْعِي وَأَدْعُوَ إِنَّ أَنْدَى ... لِصَوْتٍ أَنْ يُنادِيَ دَاعِيانِ
  وعلى الثاني فالفتحة للتركيب والأصل: ولا تضجرَن بنون التوكيد الخفيفة فحذفت للضرورة، و «لا» ناهية والعطف مثله في قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}[النساء: ٣٦].
  الثاني: أنه يجوز تصديرها بدليل، استقبال كالتنفيس في قوله [من الوافر]:
  الواو بعد الطلب ينصب الفعل بعدها بأن مضمرة وجوباً. قوله: (وادعو إن أندى الخ) الواو للمعية وادعو منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية في جواب الأمر والمصدر المنسبك من أن والفعل عطف على مصدر متوهم أي ليكن دعاء منك ودعاء مني. قوله: (أندى لصوت) أي: أبعد ذهاب لصوت قوله: (وعلى الثاني) أي: وهو كون الواو عاطفة لجملة على جملة قوله: (للتركيب) أي: إنها فتحة بناء لتركيب الفعل مع النون تركيب خمسة عشر. قوله: (ولا ناهية) أي: وتضجر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة للضرورة. قوله: (والعطف) أي: على مثلها. قوله: (الثاني) أي: من الأمور التي تميز الجملة الحالية من الاعتراضية وقوله أن يجوز الأولى أن يقول الثاني تصديرها وكذا يحذفه من الثالث، وذلك لأن لا يعبر بالجواز إلا في مقام الفرق بين أمرين والكلام في مقام أمور يميز بها بين أمرين.
  قوله: (يجوز تصديرها) أي: الاعتراضية، وأما الحال فلا يجوز الامتناع الجمع بين حال واستقبال قوله: (بدليل استقبال) أي: وأما الحالية فلا يجوز لأن الاستقبال ينافي
٦٣٨ - التخريج: البيت للأعشى في (الدرر ٤/ ٨٥ والرد على النحاة ص ١٢٨؛ والكتاب ٣/ ٤٥؛ وليس في ديوانه؛ وللفرزدق في أمالي القالي ٢/ ٩٠؛ وليس في ديوانه؛ ولدثار بن شيبان النمري في الأغاني ٢/ ١٥٩؛ وسمط اللآلي ص ٧٢٦؛ ولسان العرب ١٥/ ٣١٦ (ندى)؛ وللأعشى أو للحطيئة أو لربيعة بن جشم في شرح المفصل ٣٥٧؛ ولأحد هؤلاء الثلاثة أو لدثار بن شيبان في شرح التصريح ٢/ ٢٣٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٢٧؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣٩٢؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ٢/ ٨٦٤؛ والإنصاف ٢/ ٥٣١؛ وأوضح المسالك ٤/ ١٨٢؛ وجواهر الأدب ص ١٦٧؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٩٢؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٦٦؛ وشرح ابن عقيل ص ٥٧٣؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٤١؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٦٠ (لوم)؛ ومجالس ثعلب ٢/ ٥٢٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣).
اللغة والمعنى: أندى: أفعل تفضيل من الندى. ويقال: فلان أندى صوتاً من فلان إذا كان بعيد الصوت.
يقول: تعالي لندعو معاً فيبعد صوتنا أكثر، أو تعالي لندعو معاً، لأنّ الصوتين قد يكونان أبعد مدى.