الجملة الثالثة التفسيرية
  قفا قليلاً بها علي، فلا ... أقل من نظرة أزودها
  قوله «أفقدها» على إضمار «أَنْ»، وقوله: «أقل» يروى بالرفع والنصب.
  تنبيه - للبيانيين في الاعتراض اصطلاحات مخالفة لاصطلاح النحويين، والزمخشري يستعمل بعضها كقوله تعالى: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ١٣٣}[البقرة: ١٣٣]: يجوز أن يكون حالاً من فاعل {نَعْبُدُ}[البقرة: ١٣٣] أو من مفعوله؛ لاشتمالها على ضميريهما، وأن تكون معطوفة على {نَعْبُدُ}، وأن تكون اعتراضية مؤكدة، أي: مِنْ حالنا أنا مُخْلِصُون له التوحيد، ويرد عليه مثل ذلك مَنْ لا يعرف هذا العلم كأبي حيان توهماً منه أنه لا اعتراض إلا ما يقوله النحوي، وهو الاعتراض بين شيئين متطالبين.
  الجملة الثالثة: التفسيرية، وهي الفضلَة الكاشفة لحقيقة ما تليه، وسأذكر لها
  وقوله غيرها مجرور بالإضافة قوله: (على إضمار أن) والأحسن الرفع بعد حذفها كما في تسمع بالمعيدي قوله: (يروى بالرفع) أي: على أن لا لنفي الوحدة. قوله: (والنصب) أي: على أن لا نافي للجنس. قوله: (اصطلاحات): أي ثلاثة فعرفه بعض بأنه الإتيان في أثناء الكلام أو في آخره أو بين كلامين متصلين معنى بجملة فأكثر لا محل لها من الإعراب لنكتة أعم من أن تكون لدفع الإلباس أو غيره وهذا الذي مشى عليه الزمخشري، والاصطلاح الثاني خص النكتة بغير دفع الإلباس، والاصطلاح الثالث أن يؤتى في كلام أو بين كلامين متصلين معنى بجملة أو غيرها لنكتة ما قوله: (جالاً من فاعل نعبد) أي: نحن وقوله أو من مفعوله أي إلهك قوله: (على ضميريهما) أي: لأن ضمير له للإله ونحن عائد على الفاعل. قوله: (ويرد عليه) هذا تعريض من المصنف بشيخه أبي حيان لأنه أقر عليه ديوان زهير قوله: (من لا يعرف) فاعل يرد وقوله هذا العلم أي علم البيان وقوله كأبي حيان أي فإنه قال لا يصح أن تكون معترضة لأن الاعتراض لا يقع في الآخر.
الجملة الثالثة التفسيرية
  قوله: (وهي الفضلة) أي: التي لا محل لها من الإعراب كما يؤخذ من كلامه، كذا قال الشمني فاندفع كلام الشارح المعترض به على الحد من إيراد الجملة الحالية من قولك أسررت إلى زيد النجوى وهي ما جزاء الإحسان إلا الإحسان، فجملة وهي الخ حالية لا تفسيرية ولا شك إنها فضلة كاشفة لحقيقة ما قلته من النجوى فيلزم أن لا يكون لها محل من الإعراب وهو باطل، والحاصل أن الحد غير مانع لكن هذا الجواب فيه نظر لأنه دوري لأن غرض المصنف تعريف الأمور التي لا محل لها من الإعراب فالأحسن أن يقال في الجواب أن المفسر في هذا المثال الخبر لا الجملة الحالية كلها إن قلت ترد جملة الخبر هذه، قلنا: مراد المصنف تعريف الجملة المفسرة بذاتها وبحرف موضوع للتفسير، وحينئذ فلا يرد جملة الخبر هنا لأن تفسيرها بواسطة حملها على ضمير النجوى قوله: (الكاشفة لحقيقة ما تليه)