تنبيه - المفسرة
  تنبيه - المفسرة ثلاثة أقسام: مجرَّدة من حرف التفسير كما في الأمثلة السابقة، ومقرونة بـ «أي»، كقوله [من الطويل]:
  وَتَرْمِيتَنِي بِالطَّرْفِ أَي أَنتَ مُذنِبٌ ... [وَتَقْلِينَنِي لكن إياكِ لا أقلي]
  ومقرونة بـ «أن» نحو: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}[المؤمنون: ٢٧]، وقولك: «كَتَبْتُ إليه أنِ افْعَلْ» إن لم تقدر الباء قبل «أن».
  السادس: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ}[يوسف: ٣٥] فجملة «ليسجننه» قيل: هي مفسرة للضمير في «بدا» الراجع إلى البَدَاءِ المفهومِ. منه، والتحقيق أنها جواب لقسم مقدَّر، وأن المفسّر مجموع الجملتين، ولا يمنع من ذلك كون القسم إنشاء؛ لأن المفسّر هنا هو المعنى المتحصل من الجواب، وهو خبري لا إنشائي، وذلك المعنى هو سَجنه عليه الصلاة والسلام؛ فهذا هو البَدَاء الذي بَدَا لَهُمْ.
  ثم أعلم أنه لا يمتنع كون الجملة الإنشائيه مُفَسَرَةً بنفسها، ويقع ذلك في موضعين:
  أحدهما: أن يكون المفسَّرُ إنشاء أيضاً، نحو: «أَحْسِنْ إِلَى زَيْدِ أَعطِهِ أَلْفَ دِينَارِ».
  والثاني: أن يكون مفرداً مؤدياً معنى جملة، نحو: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}[الأنبياء: ٣] الآية.
  قوله: (تنبيه الخ) لا وجه للإتيان به في خلال الأمثلة فكان الأولى أن يقدمه يؤخره قوله: (أي أنت مذنب) تفسير لقوله وترمينني بالطرف وتمامه:
  وتقليني لكن إياك لا أقلي
  قوله: (ومقرونة بأن) أي: التفسيرية التي بمعنى أي وهي الواقعة بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه. قوله: (إن لم تقدر الباء قبل إن) يعني وإن قدرت الباء خرج التركيب عما نحن فيه لأن الكلام في الجملة المفسرة وعند دخول الباء تكون إن مصدرية ويلزم أن يكون ما بعدها في تأويل مفرد فله محل فلا يكون من قبيل ما الكلام فيه قوله: (والتحقيق) أي: بدليل اللام والتوكيد بالنون. قوله: (مجموع الجملتين) أي: جملة القسم وجملة جوابه. قوله: (ولا يمنع الخ) جواب عما يقال إن القسم لا خارج له حتى يجعل تفسيراً وحاصل الجواب أن جعله تفسيراً نظيراً للمعنى المتحصل في الجواب فقط إذ هو خبر له خارج هذا حاصل كلام المصنف، واعترض بأنه إذا كان المفسر هو المعنى المتحصل من الجواب فلم يكن جملة القسم وجوابه هو المفسر فكلامه فيه تناف، وأجيب بأن قوله والمفسر مجموع الجملتين أي بحسب الظاهر وهذا لا ينافي أن المفسر في الحقيقة جملة الجواب لأنه المقصود وجملة القسم تأكيد له وحينئذ فلا تنافي. قوله: (وأسروا النجوى) أي: فالنجوى في المعنى عبارة عن كلام مسرور به فقوله هل هذا الخ