كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه

صفحة 5 - الجزء 7

  

١ - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه

  نسبه وكنيته:

  هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، ويكنى أبا العبّاس. وأمّه أم الحجّاج بنت محمد بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثّقفيّ، وهي بنت أخي الحجّاج. وفيه يقول أبو نخيلة⁣(⁣١):

  بين أبي العاصي وبين الحجّاج ... يا لكما نورا سراج وهّاج

  عليه بعد عمّه عقد التّاج

  وأم يزيد بن عبد الملك عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة. وأمّها أم كلثوم بنت عبد اللَّه بن عامر. وأمّ عبد اللَّه بن عامر أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم؛ ولذلك قال الوليد بن يزيد:

  نبيّ الهدى خالي ومن يك خاله ... نبيّ الهدى يقهر به من يفاخر

  كان شاعرا خليعا مرميا بالزندقة

  : وكان الوليد بن يزيد من فتيان بني أميّة وظرفائهم وشعرائهم وأجوادهم وأشدّائهم، وكان فاسقا خليعا متّهما في دينه مرميّا بالزندقة؛ وشاع ذلك من أمره وظهر حتى أنكره الناس فقتل. وله أشعار كثيرة تدلّ على خبثه وكفره. ومن الناس من ينفي ذلك عنه وينكره، ويقول: إنه نحله وألصق إليه. والأغلب الأشهر غير ذلك.

  ولاه أبوه العهد بعد هشام وطمع هشام في خلعه

  : أخبرني الحسن بن عليّ وأحمد بن الحارث الخرّاز عن المدائنيّ عن إسحاق بن أيّوب القرشيّ وجويرية بن أسماء وعامر بن الأسود والمنهال بن عبد الملك وأبي⁣(⁣٢) عمرو بن المبارك وسحيم بن حفص وغيرهم:

  أن يزيد بن عبد الملك لما وجّه الجيوش إلى يزيد⁣(⁣٣) بن المهلَّب وعقد لمسلمة بن عبد الملك على الجيش


(١) أبو نخيلة وهو اسمه. وكنيته أبو الجنيد، شاعر يغلب عليه الرجز، عاصر الدولتين الأموية والعباسية، اتصل ببني هاشم ومدح خلفاء بني العباس في دولتهم وهجا بني أمية. (انظر ترجمته في «الأغاني» ح ١٨ ص ١٣٩ طبع بولاق)

(٢) في الأصول: «أبو عمرو».

(٣) هو يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، كان اتهمه عمر بن عبد العزيز وسجنه فهرب من السجن في آخر خلافة عمر. فلما تولى يزيد بن عبد الملك الخلافة طلبه فخرج عليه وخلعه وحاز البصرة فحاربه يزيد. (انظر «الطبري» ق ٢ ص ١٣٧٩ طبع أوروبا).