كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن صالح العلوي ونسبه

صفحة 509 - الجزء 16

٢٦ - أخبار محمد بن صالح العلويّ ونسبه

  نسبه ومنزلته الشعرية

  هو محمد بن صالح بن عبد اللَّه بن موسى بن عبد اللَّه بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب. ويكنى أبا عبد اللَّه، شاعر حجازيّ ظريف، صالح الشعر، من شعراء أهل بيته المتقدّمين. وكان جدّه موسى بن عبد اللَّه أخا محمد وإبراهيم ابني عبد اللَّه بن حسن بن حسن الحجازيين الخارجين في أيام المنصور، أمهم جميعا هند بنت أبي عبيدة.

  جدّه موسى بن عبد اللَّه

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء الطوسيّ قالا: حدّثنا الزّبير بن بكار، وأخبرني أحمد بن محمد بن سعيد الهمدانيّ قال: حدّثنا يحيى بن الحسن العلويّ. قال: حدّثني الزبير بن بكار:

  أن هندا حملت بموسى بن عبد اللَّه ولها ستون سنة. قال: ولا تحمل لستين إلا قرشية، ولا تحمل لخمسين إلا عربية. قال: وكان موسى آدم شديد الأدمة، وله تقول أمه هند:

  /

  إنك أن تكون جونا أنزعا ... أجدر أن تضرّهم وتنفعا

  وتسلك العيش طريقا مهيعا ... فردا من الأصحاب أو مشيّعا

  وكان موسى استتر بعد قتل أخويه زمانا، ثم ظفر به أبو جعفر، فضربه بالسوط، وحبسه مدّة، ثم عفا عنه وأطلقه.

  وله أخبار كثيرة ليس هذا موضعها.

  خروجه على المتوكل وحبسه

  وكان محمد بن صالح خرج على المتوكل مع من بيّض في تلك السنة، فظفر به وبجماعة من أهل بيته أبو الساج، فأخذهم وقيّدهم، وقتل بعضهم، وأخرب سويقة، / وهي منزل للحسنيّين، ومن جملة صدقات أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ~، وقعر بها نخلا كثيرا، وحرّق منازل لهم بها، وأثر فيهم وفيها آثارا قبيحة، وحمل محمد بن صالح فيمن حمل منهم إلى سرّ من رأى، فحبس ثلاث سنين، ثم مدح المتوكل، فأنشده الفتح قصيدته بعد أن غنّي في شعره المذكور، فطرب، وسأل عن قائله فعرفه، وتلا ذلك إنشاد الفتح قصيدته، فأمر بإطلاقه.

  شعره في الحبس

  وأخبرني محمد بن خلف وكيع قال: حدّثني أحمد بن أبي خيثمة قال:

  أنكر موسى بن عبد اللَّه بن موسى على ابن أخيه محمد بن صالح بن عبد اللَّه بن موسى، بعض ما ينكره العمومة على بني أخيهم، في شيء من أمور السلطان، وكان محمد بن صالح قد خرج بسويقة، فصار أبو الساج إلى سويقة، فأسلمه عمه موسى وبنوه بعد أن أعطاه أبو الساج الأمان، فطرح سلاحه، ونزل إليه فقيده، وحمله إلى سرّ