كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب مسلم بن الوليد وأخباره

صفحة 24 - الجزء 19

٣ - نسب مسلم بن الوليد وأخباره⁣(⁣١)

  نسبه

  وهو مسلم بن الوليد، أبوه الوليد مولى الأنصار ثم مولى أبي أمامة أسعد بن زرارة الخزرجيّ.

  كان يلقب صريع الغواني

  يلقّب صريع الغواني، شاعر متقدم من شعراء الدّولة العبّاسيّة، منشؤه ومولده الكوفة.

  وهو - فيما زعموا - أوّل من قال الشّعر المعروف بالبديع، هو لقّب هذا الجنس البديع واللَّطيف⁣(⁣٢). وتبعه فيه جماعة، وأشهرهم فيه أبو تمّام الطائيّ فإنه جعل شعره كلَّه مذهبا واحدا فيه. ومسلم كان متقنّنا متصرّفا في شعره.

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش، قال: قال أبو العباس محمد بن يزيد:

  كان مسلم شاعرا حسن النّمط، جيّد القول في الشراب⁣(⁣٣)، وكثير من الرّواة يقرنه بأبي نواس في هذا المعنى.

  وهو أوّل من عقد هذه المعاني الظَّريفة واستخرجها.

  اتهم بأنه أول من أفسد الشعر

  حدّثنا أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار، قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: سمعت أبي، يقول: أول من أفسد الشّعر مسلم بن الوليد، جاء بهذا الَّذي سمّاه النّاس البديع، ثم جاء الطَّائيّ بعده فتفنّن فيه⁣(⁣٤).

  كان منقطعا إلى يزيد بن يزيد

  أخبرني إبراهيم بن أيّوب عن عبد اللَّه بن مسلم الدّينوريّ، قال:

  كان مسلم بن الوليد وأخوه سليمان منقطعين إلى يزيد بن مزيد ومحمد بن منصور بن زياد، ثم الفضل بن سهل بعد ذلك. وقلَّد الفضل مسلما المظالم بجرجان فمات بها.

  / أخبرني عليّ بن سليمان، قال: حدّثنا محمد بن يزيد قال:

  كان السبب في قول مسلم:

  تدّعي الشوق إن نأت ... وتجنّي إذا دنت


(١) سقطت هذه الترجمة من طبعة بولاق، وموضعها هنا كما جاءت في نسخة ف وغيرها من النسخ الخطية الموثوقة.

(٢) في مي: «فجنس البديع، وتبعه ...» وفي مج: «وهو لقب الجنس البديع وتبعه ...».

(٣) في مي، مج: «جيد الغزل في الشراب».

(٤) في ما: «فجن فيه فتحير الناس». وفي ف: «ثم جاء الطائي بعده فتحير الناس فيه».