كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر عمرو بن معديكرب وأخباره

صفحة 137 - الجزء 15

١٣ - ذكر عمرو بن معديكرب وأخباره

  نسبه:

  هو عمرو بن معديكرب بن عبد اللَّه بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد، وهو منبّه.

  هكذا ذكر محمد بن سلَّام فيما أخبرنا به أبو خليفة عنه.

  وذكر عمر بن شبّة عن أبي عبيدة أنه عمرو بن معديكرب بن ربيعة بن عبد اللَّه بن عمرو بن عصم بن زبيد بن منبّه بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبّه بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

  ويكنى أبا ثور، وأمّه وأم أخيه عبد اللَّه امرأة من جرم فيما ذكر، وهي معدودة من المنجبات.

  تقديمه على زيد الخيل:

  أخبرنا محمد بن دريد قال: أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: عمرو بن معديكرب فارس اليمن، وهو مقدّم على زيد الخيل في الشدّة والبأس.

  استعداده لقتال خثعم:

  وروى علي بن محمد المدائني عن زيد بن قحيف الكلابيّ قال: سمعت أشياخنا يزعمون أنّ عمرو بن معديكرب كان يقال له «مائق بني زبيد»، فبلغهم أنّ خثعم تريدهم، فتأهّبوا لهم، وجمع معديكرب بني زبيد، فدخل عمرو على أخته فقال: أشبعيني إنّي غدا لكتيبة⁣(⁣١). قال: فجاء معديكرب فأخبرته ابنته فقال: هذا المائق يقول ذاك؟

  قالت: نعم. قال: فسليه ما يشبعه. فسألته فقال: فرق من ذرة، وعنز رباعية. قال: وكان الفرق يومئذ ثلاثة أصوع⁣(⁣٢). فصنع له ذلك.

  حلوله محل أبيه في القتال وقهره للعدو:

  وذبح العنز وهيّأ له الطعام. قال: فجلس عليه فسلته⁣(⁣٣) جميعا. وأتتهم خثعم الصباح فلقوهم، وجاء عمرو فرمى بنفسه. ثم رفع رأسه فإذا لواء أبيه قائم، فوضع رأسه فإذا لواء أبيه قد زال، فقام كأنّه سرحة محرقة، فتلقّى أباه وقد انهزموا فقال: انزل عنها، فاليوم ظلم⁣(⁣٤). فقال له: إليك يا مائق! فقال له بنو زبيد: خلَّه أيها الرجل وما


(١) كذا في ط، أ، مط، مب: وفي سائر النسخ: «إن غدا الكتيبة».

(٢) أصوع: جمع صاع، وهو مكيال لأهل المدينة يأخذ أربعة أمداد. ويجمع أيضا على «أصوع» بالهمز، وأصواع، وصوع، وصيعان.

(٣) سلته، يقال سلت القصعة: مسحها بإصبعه. والسلت أيضا: القطع والاستئصال.

(٤) عنها، أي عن الفرس. اليوم ظلم، عبارة يقولها العرب بمعنى حقا. طلب من أبيه أن يتنحى له فرسه ليحارب عليها.