كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العطوي

صفحة 94 - الجزء 23

٩ - أخبار العطوي

  اسمه ونسبه:

  هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي عطية مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، ويكنى أبا عبد الرحمن بصريّ المولد والمنشأ.

  وكان شاعرا كاتبا من شعراء الدولة العباسية، واتصل بأحمد بن أبي داود، وتقرّب إليه بمذهبه وتقدّمه فيه بقوة جداله عليه، فلما توفّي أحمد نقصت حاله. وله فيه مدائح يسيرة، ومراث كثيرة.

  واتصاله بأبي داود:

  منها ما أنشدنيه الأخفش عن كوثرة أخي العطويّ:

  حنّطته يا نصر بالكافور ... وزففته للمنزل المهجور

  هلَّا ببعض خصاله حنّطته ... فيضوع أفق منازل وقبور؟

  تاللَّه لو من نشر أخلاق له ... يعزى إلى التقديس والتطهير⁣(⁣١)

  حنّطت من سكن الثّرى وعلا الرّبا ... لتزوّدوه عدّة لنشور

  / فاذهب كما ذهب الوفاء فإنه ... ذهبت به ريحا صبا ودبور

  واذهب كما ذهب الشباب فإنه ... قد كان خير مصاحب وعشير

  واللَّه ما أبّنته لأزيده ... شرفا ولكن نفثة المصدور

  وأنشدني الأخفش للعطويّ أيضا يرثي أحمد بن أبي دواد قال:

  وليس صرير النعش ما تسمعونه ... ولكنه أصلاب قوم تقصّف

  وليس نسيم المسك ريّا حنوطه ... ولكنّه ذاك الثناء المخلَّف

  يعتبره الشعراء إماما:

  وذكر محمد بن داود في كتاب الشعراء، فقال: كان له فن من الشعر لم يسبق إليه، / ذهب فيه إلى مذهب أصحاب الكلام، ففاق جميع نظرائه، وخفّ شعره على كل لسان، وروي، واستعمله الكتاب، واحتذوا معانيه، وجعلوه إماما.


(١) في ف، هد:

«ولو بشريف»