كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عدي بن الرقاع ونسبه

صفحة 210 - الجزء 9

١٤ - أخبار عديّ بن الرّقاع ونسبه

  نسبه:

  هو عديّ بن زيد بن مالك بن عديّ بن الرّقاع بن عصر بن عكّ⁣(⁣١) بن شعل⁣(⁣٢) بن معاوية بن الحارث وهو عاملة بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد. وأمّ معاوية بن الحارث عاملة بنت وديعة من قضاعة، وبها سمّوا عاملة.

  ونسبه الناس إلى الرّقاع، وهو جدّ جدّه، لشهرته؛ أخبرني بذلك أبو خليفة عن محمد بن سلَّام.

  شاعر أموي اختص بالوليد بن عبد الملك جعله ابن سلام في الطبقة الثالثة:

  وكان شاعرا مقدّما عند بني أميّة مدّاحا لهم خاصّا بالوليد بن عبد الملك. وله بنت شاعرة يقال لها سلمى، ذكر ذلك ابن النّطَّاح. وجعله محمد بن سلَّام في الطبقة الثالثة من شعراء الإسلام. وكان منزله بدمشق. وهو من حاضرة الشعراء لا من باديتهم. وقد تعرّض لجرير وناقضه في مجلس الوليد بن عبد الملك، ثم لم تتمّ بينهما مهاجاة، إلَّا أنّ جريرا قد هجاه تعريضا في قصيدته:

  حيّ الهدملة⁣(⁣٣) من ذات المواعيس

  ولم يصرّح لأن الوليد حلف إن هو هجاه أسرجه وألجمه وحمله على ظهره، فلم يصرّح بهجائه.

  ما جرى بينه وبين جرير في حضرة الوليد بن عبد الملك:

  أخبرني أبو خليفة إجازة قال حدّثنا محمد بن سلَّام قال أخبرني أبو الغرّاف قال:

  دخل جرير على الوليد بن عبد الملك وهو خليفة وعنده عديّ بن الرّقاع العامليّ. فقال الوليد لجرير: أتعرف هذا؟. قال: لا يا أمير المؤمنين. فقال الوليد: / هذا عديّ بن الرّقاع. فقال جرير: فشرّ الثياب الرّقاع، قال: ممّن هو؟ قال: العامليّ. فقال جرير: هي التي يقول [فيها] اللَّه ø {عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً}. ثم قال:

  يقصّر باع العامليّ عن النّدى ... ولكنّ أير العامليّ طويل

  فقال له عديّ بن الرّقاع:

  أأمّك كانت أخبرتك بطوله ... أم أنت امرؤ لم تدر كيف تقول

  فقال لا! بل أدري كيف أقول. فوثب العامليّ إلى رجل الوليد فقبّلها وقال: أجرني منه. فقال الوليد لجرير: لئن شتمته لأسرجنّك ولألجمنّك حتى يركبك فيعيّرك الشعراء بذلك. فكنى جرير عن اسمه فقال:


(١) كذا في الأصول. وفي شرح «القاموس» مادة (رقع): «عدي». وفي «المقتضب» لياقوت (ص ٧٩): «عدة».

(٢) كذا في شرح «القاموس» و «والاشتقاق» لابن دريد و «المقتضب». وفي الأصول: «شغل» بالغين المعجمة، وهو تصحيف.

(٣) الهدملة والمواعيس: موضعان.