كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأسود ونسبه

صفحة 13 - الجزء 13

٢ - أخبار الأسود ونسبه

  نسبه ومنزلته في الشعر

  الأسود بن يعفر - ويقال يعفر بضم الياء⁣(⁣١) - ابن عبد الأسود بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وأمّ الأسود بن يعفر رهم بنت العبّاب، من بني سهم بن عجل. شاعر متقدّم فصيح، من شعراء الجاهلية، ليس بالمكثر. وجعله محمّد بن سلام في الطبقة الثامنة⁣(⁣٢) مع خداش بن زهير، والمخبّل السعديّ، والنّمر بن تولب العكلي. وهو من العشي - ويقال العشو بالواو - المعدودين في الشعراء.

  وقصيدته الدالية المشهورة:

  نام الخليّ وما أحسّ رقادي ... والهمّ مختصر لديّ وسادي

  معدودة من مختار أشعار العرب وحكمها، مفضّلية مأثورة.

  توقف سوّار القاضي في شهادة دارمي يجهل الأسود بن يعفر

  أخبرني هاشم بن محمّد الخزاعيّ وأبو الحسن أحمد بن محمّد الأسديّ قالا: حدّثنا الرّياشيّ عن الأصمعيّ قال:

  / تقدّم رجل من أهل البصرة من بني دارم إلى سوّار بن عبد اللَّه ليقيم عنده شهادة، فصادفه يتمثّل قول الأسود بن يعفر⁣(⁣٣):

  ولقد علمت لو أنّ علمي نافعي⁣(⁣٤) ... أنّ السّبيل سبيل ذي الأعواد⁣(⁣٥)

  إنّ المنيّة والحتوف كلاهما ... يوفي المخارم يرميان سوادي⁣(⁣٦)


(١) إذا فتحت الياء منع من الصرف لشبهه بالفعل. وإذا ضمت الياء مع الفاء صرف؛ لأنه زال عنه شبه الفعل. ويقال فيه أيضا: يعفر (بفتح الياء وكسر الفاء) كما يقال: يونس ويوسف (بضم النون والسين وكسرهما).

(٢) كذا في جميع الأصول. وفي «خزانة الأدب» (ج ١ ص ١٩٥ طبع بلاق): «قال السيوطي: وجعله محمّد بن سلام في الطبقة الثانية مع خداش بن زهير، والمخبل السعدي، والنمر بن تولب».

والَّذي في «طبقات الشعراء» لابن سلام تحت عنوان: الطبقة الخامسة: «وهم أربعة رهط: خداش بن زهير بن ربيعة ذي الشامة بن عمرو - وهو فارس الضحياء - بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، والأسود بن يعفر بن عبد الأسود بن جندل بن نهشل بن دارم، وأبو يزيد المخبل بن ربيعة بن عوف بن قتال ابن أنف الناقة بن قريع، وتميم ابن أبي مقبل بن عوف بن حنيف بن العجلان بن عبد اللَّه بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة».

(٣) من قصيدة له هي إحدى مختارات المفضل الضبي، وهي عنده في ستة وثلاثين بيتا.

(٤) في س: «نافع». ورواية الضبي لهذا الشطر: «ولقد علمت سوى الَّذي نبأتني».

(٥) ذو الأعواد، من أجداد أكثم بن صيفي حكيم تميم. وقيل له ذو الأعواد لسرير كانوا يحملونه عليه لما أسنّ، فكان سريره ملاذ الخائف وملجأ المحتاج. واسم ذي الأعواد مخاشن بن معاوية. يقول الأسود: إن سبيل كل حي سبيل ذي الأعواد بعد أن عمر طويلا، فكان مصيره إلى الموت.

(٦) في ج والمفضليات وشعر الأعشين: «يرقبان» بدل «يرميان». ويوفى: يعلو. ورجع الضمير هنا مفردا وفي «يرميان» مثنى، وهو جائز. والمخارم: أفواه الفجاج والطرق في الجبال، واحدها مخرم. وسواد الرجل: شخصه.