كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المسدود

صفحة 409 - الجزء 20

١٥ - أخبار المسدود⁣(⁣١)

  اسمه وكنيته وموطنه:

  المسدود من أهل بغداد، وكان منزله في ناحية درب المفضّل، في الموضع المعروف بخراب المسدود، منسوب إليه.

  وأخبرني جحظة أن اسمه الحسن، وكنيته أبو عليّ، وأن أباه كان قصّابا، وأنه كان مسدود فرد منخر ومفتوح الآخر، وكان يقول: لو كان منخري الآخر مفتوحا لأذهلت بغنائي أهل⁣(⁣٢) الحلوم وذوي الألباب، وشغلت من سمعه⁣(⁣٣) عن أمر دينه ودنياه ومعاشه ومعاده.

  أشجى الناس صوتا وأحضرهم بديهة:

  قال جحظة: وكان أشجى الناس صوتا وأحضرهم⁣(⁣٤) نادرة، ولم يكتسب أحد من المعنّين بطنبور ما كسبه، وكان مع يساره وقلة نفقته يقرض بالعينة⁣(⁣٥) وكانت له صنعة عجيبة، أكثرها الأهزاج. قال جحظة: قال لي مخارق غلامه: قال لي، وقد صنع هذين البيتين وهما جميعا هزج:

  صوت

  من رأى العيس عليها الرّحال ... إضم⁣(⁣٦) قصد لها أم أثال⁣(⁣٧)؟

  لست أدري حيث حلَّوا ولكن ... حيثما حلَّوا فثمّ الجمال

  والآخر:

  عج بنا نجن بطرف ... العين تفّاح الخدود

  ونسلّ القلب عمّن ... حظَّنا منه الكدود⁣(⁣٨)


(١) هذه الترجمة لم ترد في بولاق، وهي في ملحق برنو، وموضعها هنا على حسب المخطوطات المعتمدة.

(٢) في «المختار»: «ذوي الحلوم والآداب»: وفي هد: «لأذهلت بغنائي أهل الأرض ودوي الحلوم».

(٣) هد: «وشغلت من يسمعني».

(٤) ب: «وأحذره نادرة».

(٥) كذا في «المختار». وفي س، ف: «بالعنيه»، وهو تحريف. وفي هامش س: «قوله: بالعنيه، لعل الأصل: بالعينة، وهي ضرب من الربا. قال ابن الأثير: وسميت عينة لحصول النقد لصاحب العينة، لأن العين هو المال الحاضر من النقد، والمشتري إنما يشتريها ليبيعها بعين حاضرة تصل إليه معجلة. وقال في» لسان العرب «: والعين والعينة: الربا غير الناجز، أخذ بالعينة وأعطى بها. والعينة:

السلف.

(٦) إضم، كعنب: أسفل الوادي الَّذي به مدينة الرسول، .

(٧) أثال، كغراب: اسم لبلدة، ولغيرهما من المسميات.

(٨) هد: «الصدود».