كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن صاحب الوضوء ونسبه

صفحة 93 - الجزء 3

  /

  عجنا فما كلَّمتنا الدار إذ سئلت ... وما بها عن جواب خلت من صمم

  الشعر لسعية بن غريض، والغناء لابن محرز ثقيل أوّل بالسبابة في مجرى البنصر.

٢٧ - أخبار ابن صاحب الوضوء ونسبه

  نسبه وولاؤه وسبب تسمية أبيه:

  اسمه محمد بن عبد اللَّه، ويكنى أبا عبد اللَّه، مولى بني أميّة، وهو من أهل المدينة؛ وكان أبوه على ميضأة المدينة فسمّي صاحب الوضوء. وهو قليل الصّنعة لم يذكر له إسحاق إلا صوتين كلاهما في خفيف الثقيل الثاني المعروف با الماخوريّ ولا ذكر له غير إسحاق سواهما إلا ما هو مرسوم في الكتاب الباطل المنسوب إلى إسحاق فإن له فيه شيئا كثيرا لا أصل له، وفي كتاب حبش [الصينيّ]⁣(⁣١). وهو رجل لا يحصّل ما يقوله ويرويه.

  مدح يونس الكاتب غناءه:

  أخبرني محمد بن مزيد قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه [عن]⁣(⁣٢) جدّه عن سياط عن يونس الكاتب قال:

  غنيّ ابن صاحب الوضوء في شعر النابغة:

  خطاطيف حجن⁣(⁣٣) في حبال متينة ... تمدّ بها أيد إليك نوازع

  وفي شعر بعض اليهود:

  إرفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه ... يوما فتدركه العواقب قد نما

  فأجاد فيهما ما شاء وأحسن غاية الإحسان؛ فقيل له: ألا تزيد وتصنع شيئا [آخر]⁣(⁣٤)؟ فقال: لا واللَّه حتى أرى غيري قد صنع مثل ما صنعت وأزيد، وإلَّا فحسبي هذا.

  نقل أبو مسلمة لعبد اللَّه بن عامر صوتا فغناه في المحراب:

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار وأحمد بن عبد العزيز الجوهريّ وإسماعيل بن يونس⁣(⁣٥) الشّيعي، قالوا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عيسى بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن عليّ - قال ابن عمار في خبره: وكان يسمّى المبارك - قال حدّثنا أبو مسلمة⁣(⁣٦) المصبحيّ قال:

  قدم علينا أسود من أهل الكوفة فغنّى:

  ارفع ضعيفك لا يحرّ بك ضعفه ... يوما فتدركه العواقب قد نما

  قال: فمررت بعبد اللَّه بن عامر الأسلميّ، وكان يؤمّنا وهو قائم يصلَّي الظهر، فقلت [له]⁣(⁣٧): قدم علينا أسود من الكوفة يغنّي كذا وكذا [فأجاده]⁣(⁣٨)؛ فأشار إليّ بيده أن اجلس؛ فلما قضى صلاته قال: أخذته عنه؟


(١)، (٢)، (٤) الزيادة عنء، ط.

(٣) حجن: معوجة، جمع أحجن وحجناء.

(٥) كذا فيء، ط وهو الموافق لما تقدّم في الجزء الأوّل من هذا الكتاب ص ٣٦ طبعة الدار. وفي باقي الأصول: «يزيد».

(٦) فيء، ط: «أبو سلمة».

(٧)، (٨) زيادة فيء، ط.