كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المنخل ونسبه

صفحة 5 - الجزء 21

  

١ - أخبار المنخل ونسبه

  هو المنخّل بن عمرو - ويقال: المنخّل بن مسعود - بن أفلت بن عمرو بن كعب بن سواءة بن غنم بن حبيب بن يشكر بن بكر بن وائل. وذكر أبو محلَّم النسابة: أنه المدخّل بن مسعود بن أفلت بن قطن بن سوءة بن مالك بن ثعلبة بن حبيب بن غنم بن حبيب بن كعب بن يشكر. وقال ابن الأعرابيّ: هو المنخّل بن الحارث بن قيس ابن عمرو بن ثعلبة بن عديّ بن جشم بن حبيب بن كعب بن يشكر.

  يتهمه النعمان بالمتجردة فيقتله

  : شاعر مقلّ من شعراء الجاهلية، وكان النعمان بن المنذر قد اتهمه بامرأته المتجرّدة - وقيل: بل وجده معها، وقيل: بل سعي به إليه في أمرها فقتله، وقيل: بل حبسه، ثم غمض خبره، فلم تعلم له حقيقة إلى اليوم. فيقال: إنه دفنه حيّا، ويقال: إنه غرقه. والعرب تضرب به المثل كما تضربه بالقارظ العنزيّ⁣(⁣١) وأشباهه ممن هلك ولم يعلم له خبر. وقال ذو الرّمة:

  تقارب حتى تطمع التابع الصّبا ... وليست بأدنى من إياب المنخّل

  وقال النّمر بن تولب:

  وقولي إذا ما أطلقوا عن بعيرهم ... تلاقونه حتى يئوب المنخّل

  تفصيل سبب قتله

  : أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: أخبرني أحمد بن زهير قال: أخبرني عبد اللَّه بن كريم قال:

  أخبرني أبو عمرو الشيبانيّ قال:

  كان سبب قتل المنخّل أنّ المتجرّدة - واسمها ماويّة وقيل: هند بنت المنذر بن الأسود الكلبيّة - كانت عند ابن عم لها يقال له: حلم، وهو الأسود بن المنذر / بن حارثة الكلبيّ، وكانت أجمل أهل زمانها، فرآها المنذر بن المنذر الملك اللَّخميّ فعشقها، فجلس ذات يوم على شرابه ومعه حلم وامرأته المتجرّدة، فقال المنذر لحلم: إنه لقبيح بالرجل أن يقيم على المرأة زمانا طويلا حتى لا يبقى في رأسه ولا لحيته شعرة بيضاء إلا عرفتها، فهل لك أن تطلَّق امرأتك المتجرّدة وأطلَّق امرأتي سلمى؟ قال: نعم، فأخذ كلّ واحد منهما على صاحبه عهدا. قال: فطلَّق المنذر امرأته سلمى، وطلَّق حلم امرأته المتجرّدة، فتزوّجها المنذر ولم يطلق لسلمى أن تتزوج حلما، وحجبها - وهي أمّ ابنه النعمان بن المنذر - فقال النابغة الذبياني يذكر ذلك:

  قد خادعوا حلما عن حرّة خرد ... حتى تبطَّنها الخدّاع ذو الحلم


(١) هو يذكر بن عنزة، أو عامر بن رهم، وكلاهما من عنزة، خرجا في طلب القرظ فلم يرجعا.