كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار والبة بن الحباب

صفحة 325 - الجزء 18

٧ - أخبار والبة بن الحباب

  شاعر عباسي

  والبة بن الحباب أسديّ صليبة، كوفيّ، شاعر من شعراء الدولة العباسيّة، يكنى أبا أسامة. وهو أستاذ أبي نواس، وكان ظريفا شاعرا غزلا وصّافا للشراب⁣(⁣١) والغلمان المرد، وشعره في غير ذلك مقارب ليس بالجيّد، وقد هاجى بشّارا وأبا العتاهية، فلم يصنع شيئا وفضحاه، فعاد إلى الكوفة كالهارب، وخمل ذكره بعد.

  المهدي يعجب بشعره ولا ينادمه

  أخبرني محمد بن مزيد⁣(⁣٢) قال: حدثنا حمّاد بن إسحاق، قال: حدثني أبي، وأخبرني محمد بن القاسم الأنباريّ، والحسن بن علي الأدميّ جميعا، عن القاسم بن محمد الأنباريّ قال: حدثنا يعقوب بن عمر، قال:

  حدثني أحمد بن سلمان، قال: حدثني أبو عدنان السّلميّ الشاعر، قال:

  قال المهدي لعمارة بن حمزة: من أرقّ الناس شعرا؟ قال: والبة بن الحباب الأسديّ، وهو الذي يقول:

  ولها ولا ذنب لها ... حبّ كأطراف الرّماح

  في القلب يقدح والحشا ... فالقلب مجروح النّواحي

  قال: صدقت واللَّه، قال: فما يمنعك عن منادمته يا أمير المؤمنين؟ قال: يمنعني قوله:

  قلت لساقينا على خلوة ... أدن كذا رأسك من رأسي

  ونم على صدرك لي ساعة ... إنّي امرؤ أنكح جلَّاسي⁣(⁣٣)

  / أفتريد أن نكون من جلَّاسه على هذه الشّريطة!.

  قال شعرا في أبي نواس

  أخبرني الحسين بن القاسم الكوكبيّ إجازة: حدثني عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة، ووجدته في بعض الكتب عن ابن قتيبة وروايته أتمّ، فجمعتهما، قال:

  حدّثني الدّعلجيّ غلام أبي نواس، قال: أنشدت يوما بين يدي أبي نواس قوله:

  يا شقيق النفس من حكم ... نمت عن ليلي⁣(⁣٤) ولم أنم


(١) في «التجريد»: للخمر.

(٢) في ف، بيروت: محمد بن الحسن بن دريد.

(٣) في ب، هب، بيروت: حلاسيا. وقبلها: من راسيا.

(٤) في ب: عن عيني.