نسب عمرو ذي الكلب وأخباره
٣٩ - نسب عمرو ذي الكلب وأخباره
  اسمه ونسبه
  هو عمرو بن العجلان بن عامر بن برد بن منبّه، أحد بني كاهل بن لحيان بن هذيل.
  قال السكريّ عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي: إنّما(١) سمي ذا الكلب لأنه كان له كلب لا يفارقه.
  وعن الأثرم عن أبي عبيدة أنه قال: لم يكن له كلب لا يفارقه، إنما خرج غازيا ومعه كلب يصطاد به، فقال له أصحابه: يا ذا الكلب، فثبتت عليه.
  قال: ومن الناس من يقول له عمرو الكلب، ولا يقول فيه: «ذو».
  قال: وكان يغزو بني فهم غزوا متّصلا، فنام ليلة في بعض غزواته، فوثب عليه نمران فأكلاه فادّعت فهم قتله، هكذا في هذه الرواية.
  عمرو ذو الكلب وأم جليحة
  وقد أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش، قال: حدثنا أبو سعيد السكريّ، عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي وأبي عبيدة عن ابن الأعرابي عن المفضّل وغيرهم من الرواة قالوا:
  كان من حديث عمرو ذي الكلب الهذليّ - وكان من رجالهم - أنه كان قد علق امرأة من فهم يقال لها: أم جليحة، فأحبّها وأحبته، وكان أهلها قد وجدوا عليها وعليه، وطلبوا دمه، إلى أن جاءها عاما من ذلك، فنذروا به، فخرجوا في أثره، وخرج هاربا منهم فتبعوه يومهم ذلك، وهم على أثره، حتى أمسى، وهاجت عليه ريح شديدة في ليلة ظلماء، فبينا هو يسير على ظهر الطريق إذ رأى نارا عن يمينه، فقال: أخطأت واللَّه الطريق وإن النار(٢) لعلى الطَّريق، فحار وشكّ، وقصد للنّار، حتى أتاها، وقد كان يصيح، فإذا رجل قد أوقد نارا ليس معه أحد، فقال له عمرو ذو الكلب: من أنت؟ قال: أنا رجل من عدوان، / قال، فما اسم هذا المكان؟ قال السّدّ، فعلم أنه قد هلك وأخطأ - والسدّ شيء لا يجاوز - قال: ويلك! فلم أوقدت، فو اللَّه ما تشتوي(٣)، ولا تصطلي، وما أوقدت إلا لمنية عمرو الشّقي، هل عندك شيء تطعمني؟ قال: نعم، فأخرج له ثمرات قد نقّاها في يده، فلما رآها قال: ثمرات، تتبعها عبرات من نساء خفرات، ثم قال: اسقني، قال: ماذا؟ ألبنا؟ قال: لا، ولكن اسقني ماء قراحا، فإني مقتول صباحا، ثم انطلق، فأسند في السّد، ورأى القوم الذين جاؤوا في طلبه أثره، حيث أخطأ، فاتبعوه، حتى وجدو
(١) في س، ب: «إنه».
(٢) في س، ب: «الناس».
(٣) في س، ب: «تشرب».