أخبار المخبل ونسبه
١٤ - أخبار المخبل(١) ونسبه
أخبار المخبل ونسبه
  قال ابن الكلبي: اسمه الربيع بن ربيعة، وقال ابن دأب: اسمه كعب بن ربيعة. وقال ابن حبيب وأبو عمرو:
  اسمه ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عوف بن قتال(٢) بن أنف الناقة بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. شاعر فحل، من مخضرمي الجاهلية والإسلام، ويكنى أبا يزيد. وإياه عنى الفرزدق بقوله:
  وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا ... وأبو يزيد وذو القروح وجرول
  طبقته في الشعراء
  ذو القروح: امرؤ القيس. وجرول: الحطيئة. وأبو يزيد: المخبل. وذكره ابن سلام فجعله في الطبقة الخامسة من فحول الشعراء، وقرنه بخداش بن زهير، والأسود بن يعفر، وتميم بن مقبل. وهو من المقلين، وعمر في الجاهلية والإسلام عمرا كثيرا، وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان (®) وهو شيخ كبير. وكان له ابن، فهاجر إلى الكوفة في أيام عمر فجزع عليه جزعا شديدا، حتى بلغ خبره عمر، فردّه عليه.
  جزعه على ولده شيبان حين هاجر
  أخبرني محمّد بن الحسن بن دريد. قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي عن عمه، وأخبرني به هاشم بن محمّد الخزاعي عن أبي غسان دماذ، عن ابن الأعرابي قال:
  هاجر شيبان بن المخبل السعدي، وخرج مع سعد بن أبي وقاص لحرب الفرس، فجزع عليه المخبّل جزعا شديدا، وكان قد أسنّ وضعف، فافتقر / إلى ابنه فافتقده، فلم يملك الصبر عنه، فكاد أن يغلب على عقله، فعمد إلى إبله وسائر ماله فعرضه ليبيعه ويلحق بابنه، وكان به ضنينا، فمنعه علقمة بن هوذة بن مالك، وأعطاه مالا وفرسا، وقال: أنا أكلَّم أمير المؤمنين عمر في ردّ ابنك، فإن فعل غنمت مالك. وأقمت في قومك، وإن أبي استنفقت ما أعطيتك ولحقت به، وخلَّفت إبلك لعيالك. ثم مضى إلى عمر - رضوان اللَّه عنه - فأخبره خبر المخبّل، وجزعه على ابنه، وأنشده قوله:
  أيهلكني شيبان في كلّ ليلة ... لقلبي من خوف الفراق وجيب(٣)
  أشيبان ما أدراك أنّ كلّ ليلة ... غبقتك فيها والغبوق حبيب(٤)
  غبقتك عظماها سناما أو انبرى ... برزقك برّاق المتون أريب(٥)
(١) المخبل بفتح الباء المشددة: اسم مفعول من خبله تخبيلا. وفي الشعراء من يقال له المخبل غير هذا ثلاثة. وهم المخبل الزهيري والثمالي وكعب المخبل. «المؤتلف والمختلف للآمدي» ١٧٧.
(٢) في الأصول: «ابن قبال» صوابه بالتاء كما في «المؤتلف» و «الخزانة» (٢: ٥٣٥).
(٣) في ح: «أهلكني». والوجيب: الخفقان.
(٤) الغبوق: الشرب في العشي.
(٥) عظماها: تفضيل من العظم. براق المتون: عنى به السيف. الأريب: المغتال.