أخبار أيمن بن خريم
١٨ - أخبار أيمن بن خريم(١)
  نسبه وتشيعه:
  وأيمن بن خريم بن فاتك الأسدي لأبيه صحبة برسول اللَّه ﷺ ورواية عنه، وينسب إلى فاتك، وهو جد أبيه. وهو أيمن بن خريم بن الأخرم بن عمرو بن فاتك بن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. وكان أيمن يتشيع، وكان أبوه أحد من اعتزل حرب الجمل وصفّين وما بعدهما من الأحداث، فلم يحضرها.
  يصف قوته لعبد الملك بن مروان، فيحسده ويتغير عليه:
  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني النوشجانيّ عن العمريّ عن الهيثم بن عديّ، عن عبد اللَّه بن عياش، عن مجالد، قال كان عبد الملك شديد الشغف بالنساء، فلما أسنّ ضعف عن الجماع وازداد غرامه بهنّ، فدخل إليه يوما أيمن بن خريم قال له: كيف أنت؟ فقال: بخير يا أمير المؤمنين. قال:
  فكيف قوّتك؟ قال: كما أحب، وللَّه الحمد، إنّي لآكل الجذعة(٢) من الضأن بالصاع من البرّ، وأشرب العسّ(٣) المملوء(٤)، وأرتحل البعير الصعب وأنصبه(٥)، وأركب المهر الأرن(٦) فأذلَّله، وأفترع العذراء، ولا يقعدني(٧) عنها الكبر، ولا يمنعني منها الحصر(٨)، ولا يرويني منها الغمر(٩) ولا ينقضي(١٠) مني الوطر. فغاظ / عبد الملك قوله وحسده، فمنعه العطاء وحجبه، وقصده بما كره حتى أثّر ذلك في حاله، فقالت له امرأته: ويحك! أصدقني عن حالك؟ هل لك جرم؟ قال: لا واللَّه، قالت: فأيّ شيء دار بينك وبين أمير المؤمنين آخر ما لقيته؟ فأخبرها، فقالت:
  إنا للَّه! من ها هنا أتيت.
  تحتال له امرأته فيعود عبد الملك إلى بره:
  أنا أحتال لك في ذلك حتى أزيل ما جرى عليك، فقد حسدك الرجل على ما وصفت به نفسك، فتهيأت ولبست ثيابها ودخلت على عاتكة زوجته، فقالت: أسألك أن تستعدي لي أمير المؤمنين على زوجي، قالت:
(١) هذه الترجمة لم ترد في بولاق، وذكرها برنو في الملحق، وموضعها هنا حسب نسخة فيض اللَّه.
(٢) الجذعة من الضأن: الصغيرة منه.
(٣) العس: القدح العظيم.
(٤) في «المختار» و «التجريد»: «المملوء أعبه عبا».
(٥) في «المختار» و «التجريد»: «فأنصبه».
(٦) الأرن: النشيط، والفعل أرن، كفرح.
(٧) في «المختار» و «التجريد»: «لا يقعدني».
(٨) الحصر: عدم اشتهاء النساء، حصر كفرح. وفي «المختار» و «التجريد»: «إلَّا السحر».
(٩) الغمر، بضم ففتح: القدح الصغير.
(١٠) في ب، س: «ينقص»، وهو تحريف.