مقتل زهير بن جذيمة العبسي
٧ - مقتل زهير بن جذيمة العبسيّ
  قتله خالد بن جعفر وتعظيم هوازن له:
  قتله خالد بن جعفر بن كلاب. قال أبو عبيدة قال أبو حيّة النّميريّ: كان بين انصراف حديث شأس وحديث قتل خالد بن جعفر زهير بن جذيمة ما بين العشرين سنة إلى الثلاثين سنة. قال أبو عبيدة: وهوازن بن منصور لا ترى زهير بن جذيمة إلَّا ربّا(١). قال: وهوازن يومئذ لا خير فيها؛ ولم تكثر(٢) عامر بن صعصعة بعد، فهم أذلّ من يد في رحم(٣)، وأنّما هم رعاء الشّاء في الجبال. قال: وكان زهير يعشرهم(٤)، وكان إذا كان أيّام عكاظ أتاها زهير ويأتيها النّاس من كل وجه، فتأتيه هوازن بالإتاوة التي كانت له في أعناقهم فيأتونه بالسّمن والأقط والغنم؛ وذلك بعد ما خلع ذلك من أبي الجنّاد أخي بني أسيّد بن عمرو بن تميم. ثم إذا تفرّق الناس عن عكاظ نزل زهير بالنفرات(٥).
  حلف خالد بن جعفر أن يقتله وشعره في ذلك:
  قال أبو عبيدة عن عبد الحميد وأبي حيّة النّميريّ قالا: فأتته عجوز رهيش(٦) من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن - وقال أبو حيّة: بل أتته عجوز من هوازن - بسمن في نحي، واعتذرت إليه وشكت السنين التي تتابعن على الناس. فذاقه فلم يرض طعمه، فدعّها(٧) بقوس في يده عطل(٨) في صدرها، فاستلقت لحلاوة(٩) القفا فبدت / عورتها؛ فغضب من ذلك هوازن وحقدت(١٠) عليه إلى ما كان في صدرها من الغيظ والدّمن(١١) وأوحرها(١٢) من الحسك(١٣). قال: وقد أمرت(١٤) عامر بن صعصعة يومئذ؛ فآلى خالد بن جعفر فقال: واللَّه لأجعلنّ ذراعي وراء عنقه حتى أقتل أو يقتل. قال: وفي ذلك يقول خالد بن جعفر بن كلاب:
(١) الرب هنا: الملك والسيد.
(٢) في «الأصول»: «ولم يلبث عامر بن صعصعة يعد فيهم أذل ... إلخ». والتصويب من «خزانة الأدب» (ج ٤ ص ٣٧٧) و «أمالي السيد المرتضى» (ج ١ ص ١٥٢).
(٣) هذا مثل يضرب في الضعف والهوان.
(٤) يعشرهم: يأخذ عشر أموالهم. وفي «الأصول»: «يعزهم» والتصويب من «خزانة الأدب».
(٥) في «ح» «النقرات». وظاهر أنه هنا اسم مكان، ولم نجده في مظانة.
(٦) عجوز رهيش: ضعيفة أو مهزولة.
(٧) دعها: دفعها بعنف.
(٨) قوس عطل: لا وتر عليها.
(٩) حلاوة القفا (بفتح الحاء وضمها): وسطه.
(١٠) في «الأصول»: «وأصمدت عليه».
(١١) الدمن هنا: الأحقاد.
(١٢) أوحرها: جعلها توحر أي تغضب وتحقد.
(١٣) كذا في «ج». والحسك هنا: العداوة والحقد. وفي «سائر الأصول»: «من الحسد».
(١٤) أمرت: كثرت. وفي «الأصول»: «وتذامرت ...». والتصويب من «أمالي السيد المرتضى».