كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار جعفر بن علبة الحارثي ونسبه

صفحة 33 - الجزء 13

٤ - أخبار جعفر بن علبة الحارثي ونسبه

أخبار جعفر بن علبة الحارثي ونسبه

  هو جعفر بن علبة بن ربيعة، بن عبد يغوث الشاعر أسير يوم الكلاب بن معاوية⁣(⁣١) بن صلاءة بن المعقّل بن كعب بن الحارث بن كعب، ويكنى أبا عارم، وعارم، ابن له قد ذكره في شعره. وهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، شاعر مقلّ غزل فارس مذكور في قومه، وكان أبوه علبة بن ربيعة شاعرا أيضا، وكان جعفر قتل رجلا من بني عقيل: قيل: / إنه قتله في شأن أمة كانا يزورانها فتغايرا عليها. وقيل: بل في غارة أغارها عليهم. وقيل: بل كان يحدّث نساءهم فنهوه فلم ينته، فرصدوه في طريقه إليهن فقاتلوه فقتل منهم رجلا فاستعدوا عليه السّلطان فأقاد⁣(⁣٢) منه. وأخباره في هذه الجهات كلَّها تذكر وتنسب إلى من رواها.

  أخبرني محمّد بن القاسم الأنباريّ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني الحسن بن عبد الرحمن الرّبعيّ، قال:

  حدّثنا أبو مالك اليمانيّ، قال: شرب جعفر بن علبة الحارثيّ حتى سكر فأخذه السّلطان فحبسه، فأنشأ يقول في حبسه:

  لقد زعموا أني سكرت وربّما ... يكون الفتى سكران وهو حليم

  لعمرك ما بالسّكر عار على الفتى ... ولكنّ عارا أن يقال لئيم

  وإنّ فتى دامت مواثيق عهده ... على دون⁣(⁣٣) ما لاقيته لكريم

  / قال: ثمّ حبس معه رجل من قومه من بني الحارث بن كعب في ذلك الحبس، وكان يقال له دوران⁣(⁣٤)، فقال جعفر:

  إذا باب دوران ترنّم في الدّجى ... وشدّ بأغلاق علينا وأقفال

  وأظلم ليل قام علج بجلجل⁣(⁣٥) ... يدور به حتّى الصباح بإعمال


(١) كذا في جميع الأصول وفيما سيأتي في أخبار عبد يغوث ونسبه. والمعروف أن عبد يغوث أسير يوم الكلاب هو: عبد يغوث بن وقاص بن صلاءة. انظر «النقائض» ص ١٤٩ (طبع أوروبا) و «الأمالي» ج ٣ ص ١٣٠ (طبع دار الكتب) و «الأغاني» ج ١٥ ص ٧٢ (طبع بولاق).

(٢) أقاد منه: قتله به.

(٣) في ج: «مثل».

(٤) كذا في جميع الأصول. ولم نهتد إلى مكان هذا السجن فيما لدينا من المصادر. وإنما المعروف - كما في «معجم ما استعجم» و «معجم البلدان» - «دوّار» بفتح الدال وتشديد الواو. وهم اسم سجن باليمامة. قال جرير، وقد نهى قوما من بني كليب عن شيء وقع بينهم فلم ينتهوا فحبسوا وقيدوا في سجن اليمامة:

لما عصتني كليب اللؤم قلت لها ... ذوقي الحديد وشمي ريح دوّار

وقال السمهري وقد سجن فيه:

كانت منازلنا الَّتي كنابها ... شتّى فألف بيننا دوّار

راجع «معجم ما استعجم للبكري» وكذلك «معجم البلدان لياقوت».

(٥) العلج هنا: الرجل الشديد الغليظ. والجلجل: الجرس الصغير.