كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مروان بن أبي حفصة الأصغر

صفحة 150 - الجزء 23

٢١ - أخبار مروان بن أبي حفصة الأصغر

  كنيته:

  هو مروان بن أبي الجنوب بن مروان الأكبر بن أبي حفصة. قد تقدّم خبره ونسبه، ويكنى مروان الأصغر أبا السّمط، وكان يتشبّه بجدّه في شعره، ويمدح المتوكل، ويتقرب إليه بهجاء آل أبي طالب، فتمكَّن منه وقرب إليه⁣(⁣١)، وكسب معه مالا كثيرا، فلما أفضت الخلافة إلى المنتصر تجنّب مذهب أبيه في كل أمر، فطرده وحلف ألَّا يدخل إليه أبدا لما كان يسمعه منه في أمير المؤمنين عليّ ¥.

  كان يتقرب إلى المتوكل بهجاء آل أبي طالب:

  فأخبرني محمد بن عمران الصيرفي وعمّي قالا: حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن آدم العبديّ قال:

  دخل مروان بن أبي الجنوب على المتوكل فأنشده قوله:

  سلام على جمل وهيهات من جمل ... ويا حبّذا جمل وإن صرمت حبلي

  وهي من مشهور شعره، وفيها يقول:

  أبوكم عليّ كان أفضل منكم ... أباه ذوو الشورى وكانوا ذوي عدل

  وساء رسول اللَّه إذ ساء بنته ... بخطبته بنت اللعين أبي جهل

  أراد على بنت النبيّ تزوّجا ... ببنت عدو اللَّه، يا لك من فعل!

  فذمّ رسول اللَّه صهر أبيكم ... على منبر الإسلام بالمنطق الفصل⁣(⁣٢)

  وحكَّم فيها حاكمين أبوكم ... هما خلعاه خلع ذي النّعل للنّعل

  / وقد باعها من بعده الحسن ابنه ... فقد أبطلا دعواكما الرّثّة الحبل

  وخلَّيتموها وهي في غير أهلها ... طالبتموها حيث صارت إلى الأهل

  فوهب له المتوكل مائة ألف درهم.

  وقال محمد بن داود بن الجرّاح⁣(⁣٣): حدّثني محمد بن القاسم قال: حدّثني أبو هاشم الجبّائي، قال:

  دخل أبو السّمط على المتوكل فأنشده قوله:


(١) هج: «فتمكن عنده وقرب منه».

(٢) في «المختار»: «على منبر بالمنطق الصادق الفصل».

(٣) هج: «محمد بن داود الجراح».