أخبار صخر بن الجعد ونسبه
٢ - أخبار صخر بن الجعد ونسبه
  نسبه
  صخر بن الجعد الخضريّ، والخضر ولد مالك بن طريف بن محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر، وصخر أحد بني جحاش بن سلمة بن ثعلبة بن مالك بن طريف، قال: وسمّي ولد مالك بن طريف الخضر لسوادهم، وكان مالك شديد الأدمة(١). وخرج ولده إليه فقيل لهم الخضر، والعرب تسمي الأسود الأخضر.
  ابن ميادة يترفع عن مهاجاته
  وهو شاعر فصيح من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، وقد كان يعرض لابن ميادة لمّا انقضى ما بينه وبين حكم(٢) الخضريّ من المهاجاة، ورام أن يهاجيه، فترفّع ابن ميّادة عنه.
  أخبرني بخبره عليّ بن سليمان الأخفش، عن هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات، عن الزبير بن بكار مجموعا، وأخبرني بأخبار له متفرقة الحرميّ بن أبي العلاء، عن الزبير بن بكار.
  وحدثني بها غيرهما من غير رواية الزبير، فذكرت كلّ شيء من ذلك مفردا، ونسبته إلى راويه.
  قصته مع محبوبته كأس
  قال الزبير فيما رواه هارون عنه:
  حدثني من أثق به عن عبد الرحمن بن الأحول بن الجون قال:
  كان صخر بن الجعد مغرما بكأس بنت بجير بن جندب، وكان يشبب بها، فلقيه أخوها وقّاص، وكان شجاعا، فقال له: يا صخر، إنك تشبب(٣) بابنة عمك، وشهرتها، ولعمري ما بها عنك مذهب؛ ولا لنا عنك مرغب، فإن كانت لك فيها حاجة فهلم أزوّجكها، وإن لم تكن لك فيها حاجة فلا أعلمن ما عرضت لها / بذكر، ولا أسمعنّه منك. فأقسم باللَّه لئن فعلت ذلك ليخالطنّك سيفي، فقال له: بل واللَّه إن لي لأشدّ الحاجة إليها، فوعده موعدا وخرج صخر لموعده، حتى نزل بأبيات القوم، فنزل منزل الضيف، فقام وقّاص فذبح، وجمع أصحابه.
  وأبطأ صخر عنهم، فلما رأى ذلك وقّاص بعث إليه: أن هلمّ لحاجتك، فأبطأ(٤)، ورجع الرسول فقال مثل قوله(٥)،
(١) الأدمة: السواد.
(٢) في هج «الحكم» بدل «حكم».
(٣) في بعض النسخ: إنك نسبت «بدل» إنك تشبب، وهذه الرواية أنسب.
(٤) ضمير «أبطأ» يصح أن يكون عائدا على صخر، وعلى الرسول.
(٥) في العبارة التواء فلم يتقدم مرجع لضمير «قوله».