٤٦ - ذكر الأحوص وأخباره ونسبه

  اسم الأحوص ولقبه ونسبه:

  هو الأحوص. وقيل: إنّ اسمه عبد اللَّه، وإنّه لقّب الأحوص لحوص⁣^(⁣١) كان في عينيه. وهو ابن محمد بن عبد اللَّه بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح - واسم أبي الأقلح قيس - بن عصيمة بن النّعمان بن أميّة بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. وكان يقال لبني ضبيعة بن زيد في الجاهلية: بنو كسر الذّهب. وقال الأحوص حين نفي إلى اليمن:

  بدّل الدّهر من ضبيعة عكَّا⁣^(⁣٢) ... جيرة وهو يعقب الأبدالا

  سبب تسمية جدّه عاصم حميّ الدبر:

  وكان جدّه عاصم يقال له حميّ الدّبر؛ وكان رسول اللَّه ﷺ بعثه بعثا، فقتله المشركون؛ وأرادوا أن يصلبوه فحمته الدّبر، وهي النّحل، فلم يقدروا عليه، حتى بعث اللَّه ø الوادي⁣^(⁣٣) في الليل فاحتمله فذهب به. وفي ذلك يقول الأحوص مفتخرا:

  وأنا⁣^(⁣٤) ابن الذي حمت لحمه الدّب ... ر قتيل اللَّحيان⁣^(⁣٥) يوم الرّجيع

  قصة وفد عضل والقارة وقتل البعث الذي أرسل معهم:

  حدّثنا بالخبر في ذلك محمد بن جرير الطَّبريّ قال حدّثنا ابن حميد قال حدّثنا سلمة بن الفضل قال حدّثنا

  محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر⁣^(⁣٦) بن قتادة قال:

  / قدم على رسول اللَّه / ﷺ بعد أحد رهط من عضل والقارة⁣^(⁣٧)، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّ فينا إسلاما وخيرا،

(١) الحوص (بالتحريك وبابه كفرح): ضيق في مؤخر العينين أو في إحداهما.

(٢) عك: قبيلة من قحطان باليمن.

(٣) الوادي: كل مفرج بين الجبال والتلال والآكام، والمراد هنا: السيل الذي يجري فيه.

(٤) صحح العلامة الشنقيطي بقلمه بهامش نسخته من كتاب «معجم ما استعجم» للبكري (المحفوظ بدار الكتب المصرية طبع أوروبا تحت رقم ٢ جغرافيا ص ٤٠١) كلمة «وأنا» بكلمة «وأبى».

(٥) لحيان (بفتح اللام وكسرها): حيّ من هذيل.

(٦) كذا في ح. وفي باقي الأصول: «عن قتادة». والصواب في ح؛ لأن الذي في «تهذيب التهذيب» و «الخلاصة» أن عاصم بن عمر لم يرو عن جدّه قتادة بل روى عن أبيه عمر.

(٧) قال القسطلاني في «شرح البخاري» (ج ٦ ص ٣٧٣ طبع بلاق): «عضل: بطن من الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، ينسبون إلى عضل بن الديش. والقارة: بطن من الهون ينسبون إلى الديش المذكور. أو القارة: أكمة سوداء، كأنهم نزلوا عندها فسموا بها». وقد ذكر ابن دريد في «الاشتقاق» (ص ١١٠): أن الهون وعضل والقارة إخوة لهذيل وفسر أسماءهم. وسأل الأخفش