الأحوص وبعض أخباره
٨ - الأحوص وبعض أخباره
  الأحوص يعارض ابن أبي دباكل أو يسرقه
  : أخبرني بخبر الأحوص في هذا الشعر الحرميّ عن الزبير(١) قال: حدثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي، وأخبرنا به الحسين بن يحيى، عن حماد، عن أبيه، عن مصعب الزبيريّ، عن المؤمّلي، عن عمر بن أبي بكر الموصلي، عن عبد اللَّه بن أبي عبيدة بن عمار بن ياسر: قال:
  خرجت أنا والأحوص بن محمد مع عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن إلى الحج، فلما كنا بقديد قلنا لعبد اللَّه بن الحسن: لو أرسلت إلى سليمان بن أبي دباكل، فأنشدنا شيئا من شعره، فأرسل إليه فأتانا، فاستنشدناه، فأنشدنا قصيدته التي يقول فيها:
  يا بيت خنساء الذي أتجنّب ... ذهب الشباب وحبّها لا يذهب
  أصبحت أمنحك الصدود(٢) وإنّني ... قسما إليك مع الصّدود لأجنب
  ما لي أحنّ إلى جمالك قرّبت ... وأصدّ عنك وأنت منّي أقرب
  للَّه درّك هل لديك معوّل ... لمتيّم أم هل لودّك مطلب؟
  فلقد رأيتك قبل ذاك وإنني ... لموكَّل بهواك أو متقرّب
  إذ نحن في الزمن الرخيّ وأنتم ... متجاورون كلامكم لا يرقب
  تبكي الحمامة شجوها فتهيجني ... ويروح عازب همّي المتأوّب
  وتهبّ جارية الرياح من أرضكم(٣) ... فأرى البلاد لها تطلّ وتخصب
  / وأرى السّمية باسمكم فيزيدني ... شوقا إليك رجاؤك المتنسّب(٤)
  / وأرى العدوّ يودّكم فأودّه ... إن كان ينسب منك أو لا ينسب
  وأخالف الواشين فيك تجمّلا ... وهم عليّ ذو وضغائن دؤّب
  ثم اتخذتهم عليّ وليجة(٥) ... حتى غضبت ومثل ذلك يغضب
(١) ف: «الحرمي بن أبي العلاء، قال: حدثنا الزبير بن بكار».
(٢) ف: «إني لأمنحك الصدود»، وكاف الخطاب مكسورة على اعتبار أن المخاطب محبوبته الخنساء، أو مفتوحة على أن المخاطب بيتها والأول أنسب.
(٣) وصل همزة أرض لضرورة الشعر.
(٤) هذا البيت تكملة من ف، وهو ساقط من باقي النسخ.
(٥) وليجة: أصدقاء وأعوان.