كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أخبار بصبص جارية ابن نفيس وأخبارها

صفحة 22 - الجزء 15

٣ - ذكر أخبار بصبص جارية ابن نفيس⁣(⁣١) وأخبارها

  كانت بصبص هذه جارية مولَّدة من مولَّدات المدينة، حلوة الوجه، حسنة الغناء، قد أخذت عن الطبقة الأولى من المغنّين، وكان يحيى بن نفيس مولاها - وقيل نفيس بن محمد، والأوّل أصح - صاحب قيان يغشاه الأشراف، ويسمعون غناء جواريه، وله في ذلك قصص نذكرها بعد، وكانت بصبص هذه أنفسهنّ وأشدّهنّ تقدّما.

  الخلاف في والدة علية بنت المهدي:

  وذكر ابن خرداذبه: أنّ المهديّ اشتراها وهو وليّ والعهد سرّا من أبيه بسبعة عشر ألف دينار، فولدت منه عليّة بنت / المهديّ.

  وذكر غيره أنّ ابن خرداذبه غلط⁣(⁣٢) في هذا، وأن الذي صحّ أن المهديّ اشترى بهذه الجملة جارية غيرها، وولدت علية.

  وذكر هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات: أن ابن القداح حدّثه قال:

  كانت مكنونة جارية المروانيّة - وليست من آل مروان بن الحكم؛ وهي زوجة الحسين بن عبد اللَّه بن العباس - أحسن جارية بالمدينة وجها، وكانت رسحاء⁣(⁣٣)، وكان بعض من يمازحها يعبث بها، ويصيح: طست طست⁣(⁣٤)! وكانت حسنة الصّدر والبطن، وكانت توضح بهما⁣(⁣٥)، وتقول: ولكن هذا! فاشتريت للمهديّ / في حياة أبيه بمائة ألف درهم فغلبت عليه، حتّى كانت الخيرزان تقول: ما ملك أمة أغلظ عليّ منها. واستتر أمرها على المنصور حتّى مات. وولدت من المهديّ عليّة بنت المهديّ.

  والذي قال ابن خرداذبه غير مردود إذا كان هذا صحيحا.

  شراء المهدي لبصبص:

  أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد بن إسحاق عن أبيه عن غرير بن طلحة قال: اتّعد⁣(⁣٦) محمد بن يحيى بن زيد بن علي⁣(⁣٧) بن الحسين، وعبد اللَّه بن يحيى بن عبّاد بن عبد اللَّه بن الزبير، وعبد اللَّه بن مصعب الزّبيري، وأبو


(١) ابن نفيس هذا هو يحيى بن نفيس. وضبط في ط بهيئة التصغير. وفي «القاموس»: «ونفيس بن محمد من موالي الأنصار، وقصره على ميلين من المدينة».

(٢) كذا في ط، ح، م، مب. وفي سائر النسخ: «وذكر غير ابن خرداذبه أنه غلط».

(٣) الرسحاء: القليلة لحم العجز والفخذين.

(٤) الطست: إناء من صفر. يعني أنها شبيهة به.

(٥) توضح بهما: تظهر بهما، وتتباهى.

(٦) اتعدا: تواعدا.

(٧) ط، مب، مط: «محمد بن زيد بن علي» ح، م: «محمد بن يزيد بن علي».