12 - ذكر نبيه وأخباره
١٢ - ذكر نبيه وأخباره
  نسبه وأصله وشعره وسبب تعلمه الغناء:
  زعم ابن خرداذبه أنه رجل من بني تميم صليبة، وأن أصله من الكوفة، وأنه كان في أوّل أمره شاعرا لا يغنّي، ويقول شعرا صالحا. فهوي قينة ببغداد فتعلَّم الغناء من أجلها وجعله سببا للدخول عليها؛ ولم يزل يتزيّد حتى جاد غناؤه وصنع فأحسن واشتهر، ودوّن غناؤه وعدّ في المحسنين. فمما قاله في هذه الجارية وغنّى فيه قوله:
  صوت
  يا ربّ إني ما جفوت وقد جفت ... فإليك أشكو ذاك يا ربّاه
  مولاة سوّء ما ترقّ لعبدها ... نعم الغلام وبئست المولاه
  يا ربّ إن كانت حياتي هكذا ... ضررا عليّ فما أريد حياه
  الغناء لنبيه ثاني ثقيل مطلق في مجرى الوسطى. ومن الناس من ينسب الشعر والغناء إلى عليّة بنت المهديّ.
  سمع مخارق مدح إبراهيم الموصلي لغنائه:
  أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدّثنا عمر بن شبّة قال:
  قلت(١) لمخارق، وقد غنّى هذا ٢ لصوت يوما:
  متى تجمع القلب الذكيّ وصارما ... وأنفا حميّا تجتنبك المظالم(٢)
  فسألته لمن هو؛ فقال: هذا لنبيه التّميمي؛ وكان له أخوان يقال لهما منبّه ونبهان، / وكان ينزل شهار سوج(٣) الهيثم في درب الرّيحان. قال أبو زيد: وسمعت مخارقا يحدّث إسحاق بن إبراهيم قال سمعت أباك إبراهيم بن ميمون يقول - وقد ذكر نبيها -: إن عاش هذا الغلام ذهب خبرنا(٤). قال: وكنت قد غنّيته صوتا أخذته(٥) عنه، وهو:
  شكوت إلى قلبي الفراق فقال لي ... من الآن فايأس لا أغرّك بالصبر
(١) في جميع الأصول: «قال لي مخارق». وهو غير مستقيم مع سياق الكلام.
(٢) هذا البيت من قصيدة لعمرو بن براق الشاعر، قالها لما استرد إبله وخيله من حريم الهمداني وكان قد أغار عليها وأخذها. (راجع أخباره ج ٢١ ص ١٧٥ - ١٧٦ من «الأغاني» طبع ليدن).
(٣) شهار سوج الهيثم: كانت محلة من محال بغداد في قبلة الحربية. والهيثم الذي أضيفت إليه هو ابن معاوية من القواد الخراسانية.
(٤) في ح: «خيرنا» (بالياء المثناة).
(٥) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «أجدته عنه» بالجيم.