أخبار النعمان بن بشير ونسبه
٣ - أخبار النعمان بن بشير ونسبه
  نسبه
  هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة(١) بن خلَّاس(٢) بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. وأمه عمرة بنت رواحة، أخت عبد اللَّه بن رواحة، التي يقول فيها قيس بن الخطيم:
  أجدّ بعمرة غنيانها ... فتهجر أم شاننا شانها(٣)
  وعمرة من سروات النسا ... ءتنفح بالمسك أردانها
  وله صحبة بالنبيّ ﷺ، ولأبيه بشير بن سعد. وكان جاء إلى النبيّ ﷺ ومعه آخر، ليشهد معه غزوة له فيما قيل، فاستصغرهما(٤) فردّهما.
  أبوه
  وأبوه بشير بن سعد أوّل من قام يوم السقيفة من الأنصار إلى أبي بكر ¥ فبايعه، ثم توالت الأنصار فبايعته. وشهد بشير بيعة العقبة وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها، واستشهد يوم عين التمر(٥) مع خالد بن الوليد.
  هواه مع عثمان بن عفان
  وكان النعمان عثمانيا، وشهد مع معاوية صفين، ولم يكن معه من الأنصار غيره، وكان كريما عليه، رفيعا عنده وعند يزيد ابنه بعده، وعمر إلى خلافة / مروان بن الحكم، وكان يتولى حمص. فلما بويع لمروان، دعا إلى ابن الزبير، وخالف على مروان، وذلك بعد قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط. فلم يجبه أهل حمص إلى / ذلك.
  فهرب منهم، وتبعوه فأدركوه فقتلوه، وذلك في سنة خمس وستين.
  أوّل مولود للأنصار بعد الهجرة
  ويقال إن النعمان بن بشير أوّل مولود ولد بالمدينة بعد قدوم رسول اللَّه ﷺ إياها. وقد قيل ذلك في عبد اللَّه بن الزبير، إلا أن النعمان أوّل مولود ولد بعد مقدمه # من الأنصار، روى ذلك عبد اللَّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
(١) ف، مب: معد بن حصين بن ثعلبة. وبقية الأصول: سعد بن نصر بن ثعلبة. والظاهر أن كلَّا من لفظي حصين ونصر من حشو الناسخين، فليس لهما وجود في نسب النعمان الذي أورده ابن دريد في «الاشتقاق» ص ٢٧١ والخزرجي في «الخلاصة» ص ٥٠ ومقدمة «ديوان النعمان» طبع دهلي بالهند ص أ.
(٢) خلاس، بفتح الخاء وتشديد اللام: كذا في الأصول، و «تاج العروس» (خلس) وجامع الأصول. وفي «الاشتقاق» و «خلاصة» الخزرجي: جلاس، بضم الجيم وتخفيف اللام.
(٣) غنيانها: مصدر غنيت المرأة بزوجها، أي استغنت.
(٤) ف: فاستصغره.
(٥) عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار، غربي الكوفة، فتحها خالد بن الوليد عنوة سنة ١٢ للهجرة في عهد أبي بكر.