كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار فريدة

صفحة 337 - الجزء 4

٤٠ - أخبار فريدة

  أخبار فريدة الكبرى ونشأتها ومصيرها:

  قال مؤلف هذا الكتاب: هما اثنتان محسنتان لهما صنعة تسمّيان بفريدة. فأمّا إحداهما، وهي الكبرى، فكانت مولَّدة نشأت بالحجاز، ثم وقعت إلى آل الربيع، فعلَّمت الغناء في دورهم، ثم صارت إلى البرامكة. فلمّا قتل جعفر بن يحيى ونكبوا هربت، وطلبها الرشيد فلم يجدها، ثم صارت إلى الأمين، فلمّا قتل خرجت، فتزوّجها الهيثم بن مسلم⁣(⁣١) فولدت له ابنه عبد اللَّه، ثم مات عنها، فتزوّجها السّنديّ بن الحرشيّ⁣(⁣٢) وماتت عنده. ولها صنعة جيّدة، منها في شعر الوليد بن يزيد:

  بعض الشعر الذي لها فيه صنعة:

  صوت

  ويح سلمى لو تراني ... لعناها ما عناني

  واقفا في الدّار أبكي ... عاشقا حور الغواني

  ولحنها فيه خفيف رمل.

  ومن صنعتها:

  صوت

  ألا أيّها الرّكب ألا هبّوا ... نسائلكم هل يقتل الرّجل الحبّ⁣(⁣٣)

  ألا ربّ ركب قد وقفت مطيّهم ... عليك ولولا أنت لم يقف الرّكب

  لحنها فيه ثاني ثقيل. وفيه لابن جامع خفيف رمل بالسبّابة في مجرى الوسطى.

  سأل صالح بن حسان الهيثم بن عديّ عن بيت نصفه بدوي والآخر حضري ثم ذكره:

  فحدّثني محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا الخليل بن أسد قال حدّثني العمريّ قال حدّثني الهيثم بن عديّ قال:


(١) كذا في ب، س. وفي سائر النسخ: «سلم».

(٢) كذا في «الطبري» (ص ٦٨٠ و ٧٣٤ و ٨٥٥ و ٨٥٦ من القسم الثالث) وهو أحد رجالات الرشيد والمأمون. وفي الأصول:

«الجرشي» بالجيم.

(٣) الرواية المشهورة لهذين البيتين:

ألا أيها النوّام ويحكم هبّوا ... نسائلكم هل قتل الرجل الحبّ

ألا رب ركب قد دفعت وجيفهم ... إليك ولولا أنت لم يوجف الركب