كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حاجز ونسبه

صفحة 143 - الجزء 13

١٦ - أخبار حاجز ونسبه

أخبار حاجز ونسبه

  هو حاجز بن عوف بن الحارث بن الأخثم بن عبد اللَّه بن ذهل بن مالك بن سلامان بن مفرّج بن مالك بن زهران بن عوف بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد. وهو حليف لبني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي، وفي ذلك يقول:

  قومي سلامان إما كنت سائلة ... وفي قريش كريم الحلف والحسب

  إنّي متى أدع مخزوما تري عنقا ... لا يرعشون لضرب القوم من كثب⁣(⁣١)

  يدعى المغيرة في أولى عديدهم ... أولاد مرأسة ليسوا من الذنب⁣(⁣٢)

  وهو شاعر جاهليّ مقلّ، ليس من مشهوري الشعراء، وهو أحد الصعاليك المغيرين على قبائل العرب، وممن كان يعدو على رجليه عدوا يستبق به الخيل.

  أخبرني محمّد بن الحسن بن دريد، قال: حدّثني العباس بن هشام، عن أبيه، عن عوف بن الحارث الأزدي، أنه قال لابنه حاجز بن عوف: أخبرني يا بنيّ بأشدّ عدوك. قال: نعم، أفزعتني خثعم فنزوت نزوات، ثم استفزّتني الخيل واصطفّ لي ظبيان، فجعلت أنهنههما⁣(⁣٣) بيديّ عن الطَّريق، ومنعاني / أن أتجاوزها في العدو لضيق الطريق حتى اتسع واتسعت بنا، فسبقتهما. فقال له: فهل جاراك أحد في العدو؟ قال: ما رأيت أحدا جاراني إلَّا أطيلس أغيبر من النّقوم⁣(⁣٤)، فإنا عدونا معا فلم أقدر على سبقه.

  - قال: النّقوم⁣(⁣٤) بطن من الأزد من ولد ناقم، واسمه عامر بن حوالة بن الهنو بن الأزد -

  نسخت أخبار حاجز من رواية أبي عمرو الشيباني

  من كتاب بخط المرهبيّ الكوكبيّ، قال: أغار عوف بن الحارث بن الأخثم على بني هلال بن عامر بن صعصعة في يوم داج مظلم، فقال لأصحابه: انزلوا حتى أعتبر لكم. فانطلق حتى أتى صرما من بني هلال⁣(⁣٥)، وقد عصب على يد فرسه عصابا ليظلع⁣(⁣٦) فيطمعوا فيه، فلما أشرف عليهم استرابوا به، فركبوا في طلبه، وانهزم من بين أيديهم، وطمعوا فيه، فهجم بهم على أصحابه بني سلامان، فأصيب يومئذ بنو هلال، وملأ القوم أيديهم من الغنائم⁣(⁣٧)، ففي ذلك يقول حاجز بن عوف:


(١) العنق: الجماعة الكثيرة من الناس.

(٢) مرأسة: رآسة.

(٣) النهنهة: الرد والكف.

(٤) في الأصل: «البقوم».

(٥) الصرم، بالكسر: الجماعة.

(٦) الظلع: غمز في المشي شبيه بالعرج.

(٧) من الغنائم، ساقطة من ح.