كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

18 - أخبار بشار وعبدة خاصة

صفحة 454 - الجزء 6

  ١٨ - أخبار بشّار وعبدة خاصة إذ كانت أخباره⁣(⁣١) سوى هذه تقدّمت

  حبه لعبدة وشعره فيها:

  حدّثني محمد بن خلف وكيع قال حدّثنا أبو أيوب المديني عمن حدّثه عن الأصمعيّ هكذا قال، وأخبرني به عمّي عن عبد اللَّه⁣(⁣٢) بن أبي سعد عن عليّ بن مسرور عن الأصمعيّ قال:

  كان لبشّار مجلس يجلس فيه يقال له البردان. فبينا هو في مجلسه ذات يوم وكان النساء يحضرنه، إذ سمع كلام امرأة يقال لها عبدة / في المجلس، فدعا غلامه فقال: إني قد علَّقت امرأة، فإذا تكلمت فانظر من هي واعرفها، فإذا انقضى المجلس وانصرف أهله فاتبعها وكلَّمها وأعلمها أنّي لها محبّ وأنشدها هذه الأبيات وعرّفها أني قلتها فيها:

  صوت

  قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم ... الأذن كالعين توفي القلب ما كانا

  ما كنت أوّل مشغوف بجارية ... يلقى بلقيانها روحا وريحانا

  - ويروى: هل من دواء لمشغوف بجارية -:

  يا قوم أذني لبعض الحيّ عاشقة ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا

  - غنّى إبراهيم في هذه الأبيات ثاني ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر، عن إسحاق. وفيها لسياط ثقيل أول بالوسطى، عن عمرو. وفيها لإسحاق هزج من جامع أغانيه - قال: فأبلغها الغلام الأبيات، فهشّت لها، وكانت تزوره مع نسوة / يصحبنها فيأكلن عنده ويشربن وينصرفن بعد أن يحدّثها وينشدها ولا تطمعه في نفسها. قال: وقال فيها:

  قالت عقيل بن كعب⁣(⁣٣) إذ تعلَّقها ... قلبي فأضحى به من حبّها أثر

  أنّى ولم ترها تهذي! فقلت لهم ... إن الفؤاد يرى ما لا يرى⁣(⁣٤) البصر


(١) يلاحظ أن بعض الأخبار المذكورة هنا تقدّمت في ترجمته في الجزء الثالث من هذه الطبعة.

(٢) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «عبيد اللَّه» وهو تحريف.

(٣) عقيل بن كعب: قبيلة كبيرة كان ولاء بشار بن برد لها. ومن قوله يفتخر بهذا الولاء كما مرّ في ترجمته:

إنني من بني عقيل بن كعب ... موضع السيف من طلى الأعناق

(٤) في ب، س: «ما لم ير البصر».