كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

مسافر بن أبي عمرو بن أمية

صفحة 36 - الجزء 9

  ٣ - ذكر مسافر ونسبه

  نسبه وهو أحد السادات المعروفين بأزواد الركب:

  مسافر بن أبي عمرو بن أميّة، ويكنى أبا أميّة. وقد تقدّم نسبه وأنساب أهله. وأمّه آمنة بنت أبان بن كليب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهي أمّ أبي معيط أبان بن عمرو بن أميّة. وأبو معيط ومسافر أخوان لأب وأمّ، وهما أخوا عمومتهما أبي العاصي وأخويه من بني أميّة الذين أمّهم آمنة، لأنّ أبا عمرو تزوجها بعد أبيه. وكان سيّدا جوادا، وهو أحد أزواد⁣(⁣١) الركب، وإنما سمّوا بذلك لأنهم كانوا لا يدعون غريبا ولا مارّ طريق ولا محتاجا يجتاز بهم إلَّا أنزلوه وتكفّلوا به حتى يظعن.

  مناقضاته عمارة بن الوليد:

  وهو أحد شعراء قريش، وكان يناقض عمارة⁣(⁣٢) بن الوليد الذي أمر النّجاشيّ السواحر فسحرته. فمن ذلك قول عمارة:

  خلق البيض الحسان لنا ... وجياد الرّيط والأزر

  كابرا كنّا أحقّ به ... حين صيغ الشمس والقمر

  / وقال مسافر يردّ عليه:

  أعمار بن الوليد وقد ... يذكر الشّاعر من ذكره

  هل أخو كأس محقّقها ... وموقّ صحبه سكره

  ومحيّيهم إذا شربوا ... ومقلّ فيهم هذره

  / خلق البيض الحسان لنا ... وجياد الرّيط والحبره

  كابرا كنّا أحقّ به ... كلّ حيّ تابع أثره

  خطب هندا بنت عتبة ولما تزوجت أبا سفيان مرض واعتل حتى مات:

  وله شعر ليس بالكثير. والأبيات التي فيها الغناء يقولها في هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وكان يهواها. فخطبها إلى أبيها بعد فراقها الفاكه بن المغيرة، فلم ترض ثروته وماله. فوفد على النّعمان يستعينه على أمره


(١) أزواد الركب: ثلاثة نفر من قريش: مسافر بن أبي عمرو بن أمية، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ، وأبو أمية بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم. سموا بذلك لأنه لم يكن يتزوّد معهم أحد في سفره وكانوا يطعمون كل من يصحبهم ويكفونه الزاد. وكان ذلك خلقا من أخلاق قريش؛ ولكن لم يسم بهذا الاسم إلَّا هؤلاء الثلاثة. (راجع «ما يعول عليه في المضاف والمضاف إليه»).

(٢) سيأتي الكلام عنه في هذه الترجمة.