كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الرحيم الدفاف ونسبه

صفحة 186 - الجزء 3

٣١ - أخبار عبد الرحيم الدفاف ونسبه

  نسبه والخلاف في اسم أبيه:

  عبد الرّحيم بن الفضل الكوفيّ، ويكنى أبا القاسم، وقيل: هو عبد الرحيم بن سعد، وقيل: عبد الرحيم بن الهيثم بن سعد، مولى لآل الأشعث بن قيس، وقيل: بل هو مولى خزاعة.

  سمعه حماد الراوية يغني:

  ذكر أبو أيّوب المدينيّ أنّ حمّادا الراوية حدّثه قال: رأيت عبد الرّحيم الدفّاف أيّام هارون الرشيد⁣(⁣١) بالرّقّة وقد ظهرت⁣(⁣٢)، فحضرني وسمعته يغنّي يومئذ صوتا سئل عنه فذكر أنّه من صنعته، وهو:

  فديتك لو تدرين كيف أحبّكم ... وكيف إذا ما غبت عنك أقول

  كان منقطعا إلى عليّ بن المهديّ:

  وكان عبد الرحيم منقطعا إلى عليّ بن المهديّ المعروف بأمّه ريطة بنت أبي العبّاس.

  غنى في شعر عرّض فيه بالرشيد فجلده:

  / فأخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثنا محمد بن يزيد المبرّد قال حدّثني عبد الصّمد بن المعذّل قال:

  غنّت جارية يوما بحضرة الرشيد:

  قل لعليّ أيا فتى العرب ... وخير نام وخير مكتسب

  أعلاك جدّاك يا عليّ إذا ... قصّر جدّ عن ذروة الحسب

  / فأمر بضرب عنقها، فقالت: يا سيّدي ما ذنبي! هذا صوت علَّمته، واللَّه ما أدري من قاله ولا فيمن قيل؛ فعلم أنّها صدقت، فقال لها: عمّن أخذته؟ فقالت: عن عبد الرحيم الدّفّاف، فأمر بإحضاره فأحضر، فقال له:

  يا عاضّ بظر أمه، أتغنّي في شعر تفاخر فيه بيني وبين أخي! جرّدوه، فجرّدوه، ودعا له بالسياط، فضرب بين يديه خمسمائة سوط.

  غنى لعليّ بن المهدي فأجازه:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد عن القطرانيّ عن محمد بن جبر قال:


(١) كذا في جميع الأصول، والمعروف أن حمادا الراوية لم يبق إلى أيام هارون الرشيد، فإن حمادا توفي في خلافة المنصور سنة ١٥٥ هـ. وقيل توفي في خلافة المهدي التي تنتهي بسنة ١٦٩ هـ، وعلى كلتا الروايتين تكون وفاة حماد قبل خلافة الرشيد التي تبتدئ بسنة ١٧٠ هـ.

(٢) يشير حماد بقوله: «وقد ظهرت» إلى أنه كان مطَّرحا مجفوّا حتى اختفى في أيام العباسيين بسبب تقدمه وإيثاره عند ملوك بني أمية ومنادمته لهم كما جاء في ترجمته في الجزء الخامس من «الأغاني» طبعة بولاق.